ذكر مخاطبته بأمير المؤمنين في عهد النبي صلى الله
عليه وآله الطاهرين
يقول علي بن عيسى مستمدا من الله حسن التوفيق ومستهديا برحمته إلى سواء الطريق إن الشيعة مجمعون على أن النبي صلی الله علیه وسلم خاطبه بإمرة المؤمنين مرارا منها ما صدر عن وحي وأمر من الله له بذلك ومنها ما قاله له من تلقاء نفسه وحكم ذلك أيضا حكم الوحي لأنه صلی الله علیه وسلم لا ينطق عن الهوى فذكر ذلك من طرق الشيعة لا معنى له ولا يكون حجة على من ينكر ذلك من الجمهور على أني باحثت بعض علمائهم من مدرسي مذهب أحمد بن حنبل رحمة الله عليه فأوردت عليه حديثا من مسند إمامه فقال أحاديث المسند لم يلتزم أحمد فيها الصحة فتكون حجة على ما وردت مثل ذلك الحديث من صحيح الترمذي فطعن في رجل من رجاله فقلت له تعذر وامتنع البحث معكم فقال كيف قلت لأنكم تطعنون فيما نورده نحن وفيما توردونه أنتم عن مشايخكم وأئمتكم فكيف يتحقق بيننا بحث أو يقوم على ما ندعيه دليل ولكن نورد من ذلك ما هو من طرقهم فإن أذعنوا وانقادوا فذاك وإلا فسبيله سبيل غيره مما أنكروه وعاندوا فيه الحق ليس عليك هداهم.
وقد كان السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس رحمهالله وألحقه بسلفه جمع في ذلك كتابا سماه كتاب اليقين باختصاص مولانا علي علیهما السلام بإمرة المؤمنين ونقل ذلك مما يزيد على ثلاثمائة طريق فاقتصرت من ذلك على ما أوردته نقلا من كتابه رحمهالله ونسبت كل حديث إلى من أورده من علماء الجمهور مقتصرا عليهم دون من عداهم.
قال قال الحافظ أبو بكر أحمد بن مردويه وهو من عظماء علماء الجمهور وقد رأيت في مدحه من كتاب معجم البلدان لياقوت بن عبد الله الحموي من ترجمة إسكاف ما هذا لفظه وممن ينسب إليها أبو بكر بن مردويه ومات بإسكاف سنة