فُلَانٍ أَهْلِ بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ وَاشْتَرِ لِفَاطِمَةَ قِلَادَةً مِنْ عَصَبٍ (١) وَسِوَارَيْنِ مِنْ عَاجٍ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَلَا أُحِبُّ أَنْ يَأْكُلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا.
وَمِنَ الْمُسْنَدِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ سَأَلَتْنِي أُمِّي مَتَى عَهْدُكَ بِالنَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم قَالَ فَقُلْتُ لَهَا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَنَالَتْ مِنِّي (٢) وَسَبَّتْنِي قَالَ فَقُلْتُ لَهَا دَعِينِي فَإِنِّي آتِي النَّبِيَّ صلی الله علیه وسلم فَأُصَلِّي مَعَهُ الْمَغْرِبَ ثُمَّ لَا أَدَعُهُ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لِي وَلَكِ قَالَ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلی الله علیه وسلم فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ فَصَلَّى النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم الْعِشَاءَ ثُمَّ انْفَتَلَ (٣) فَتَبِعْتُهُ فَعَرَضَ لَهُ عَارِضٌ فَنَاجَاهُ ثُمَّ ذَهَبَ فَاتَّبَعْتُهُ فَسَمِعَ صَوْتِي فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقُلْتُ حُذَيْفَةُ قَالَ مَا لَكَ فَحَدَّثْتُهُ بِالْأَمْرِ فَقَالَ غَفَرَ اللهُ لَكَ وَلِأُمِّكَ ثُمَّ قَالَ أَمَا رَأَيْتَ الْعَارِضَ الَّذِي عَرَضَ لِي قَبْلَ قَالَ قُلْتُ بَلَى قَالَ هُوَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَمْ يَهْبِطْ إِلَى الْأَرْضِ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ وَيُبَشِّرَنِي أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ.
وَمِنْهُ وَلَعَلَّهُ قَدْ تَقَدَّمَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ نَظَرَ النَّبِيُّ صلی الله علیه وسلم
________________
(١) العصب ـ بفتح اللام وسكون العين ـ ضرب من برود اليمن سمى عصبا لان غزله يعصب اي يدرج ثمّ يحاك ، وقال الجزريّ في الحديث أنه قال لثوبان اشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج ، قال الخطابي في المعالم : ان لم تكن الثياب اليمانية فلا أدرى ما هي وما أرى ان القلادة تكون منها ، وقال أبو موسى يحتمل عندي ان الرواية انما هي العصب بفتح الصاد وهي أطناب مفاصل الحيوانات. وهو شيء مدور فيحتمل انهم كانوا يأخذون عصب بعض الحيوانات الطاهرة فيقطعونه ويجعلونه شبه الخرز ، فإذا يبس يتخذون منه القلائد وإذا جاز وأمكن أن يتخذ من عظام السلحفاة (دابة برية ونهرية وبحرية) وغيرها الأسورة جاز وأمكن ان يتخذ من عصب أشباهها خرز تنظم منه القلائد ، قال : ثم ذكر لي بعض أهل اليمن ان العصب سن دابة بحرية تسمى فرس فرعون يتخذ منها الخرز وغير الخرز من نصاب سكين وغيره ويكون أبيض.
(٢) نال من عرض فلان : سبه.
(٣) انفتل : صلي النوافل.