وقد رواها الدولابي في كتاب العترة بألفاظ تقارب ما رواه الجماعة وَمِنْ حَدِيثٍ آخَرَ فِي الْمُسْنَدِ بِمَعْنَاهُ وَفِي آخِرِهِ. وَمَا تَرَكَ مِنْ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ مِنْ عَطَائِهِ كَانَ يُرْصِدُهَا لِخَادِمٍ لِأَهْلِهِ وهذا قد رواه الحافظ أبو نعيم في حليته.
وهذه الخطبة قد رواها جماعة من الجمهور أيضا وقد شهد القرآن بطهارته في قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فلا بد أن يكون علیهما السلام محقا في دعوته صادقا في إمامته.
وَقَدْ نُقِلَ أَنَّ حَبَابَةَ الْوَالِبِيَّةَ أَتَتْ عَلِيّاً علیهما السلام فِي رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ فَقَالَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا دَلَالَةُ الْإِمَامَةِ رَحِمَكَ اللهُ فَقَالَ ائْتِنِي بِتِلْكِ الْحَصَاةِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حَصَاةٍ فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَطَبَعَ لِي فِيهَا بِخَاتَمِهِ وَقَالَ يَا حَبَابَةُ إِنِ ادَّعَى مُدَّعٍ الْإِمَامَةَ وَقَدَرَ أَنْ يَفْعَلَ كَمَا فَعَلْتُ فَاعْلَمِي أَنَّهُ مُحِقٌّ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ فَالْإِمَامُ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْءٌ يُرِيدُهُ قَالَتْ ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتَّى قُبِضَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیهما السلام فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ علیهما السلام وَهُوَ فِي مَجْلِسِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالنَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَقَالَ لِي حَبَابَةُ الْوَالِبِيَّةُ فَقُلْتُ نَعَمْ يَا مَوْلَايَ قَالَ هَاتِ مَا مَعَكِ فَأَعْطَيْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ فِيهَا كَمَا طَبَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیهما السلام قَالَتْ ثُمَّ أَتَيْتُ الْحُسَيْنَ علیهما السلام وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلی الله علیه وسلم فَقَرَّبَ وَرَحَّبَ وَقَالَ أَتُرِيدِينَ دَلَالَةَ الْإِمَامَةِ فَقُلْتُ نَعَمْ يَا سَيِّدِي فَقَالَ هَاتِ مَا مَعَكِ فَنَاوَلْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ فِيهَا كَمَا طَبَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علیهما السلام قَالَتْ ثُمَّ رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ علیهما السلام وَقَدْ بَلَغَ بِيَ الْكِبَرُ وَأَنَا أَعُدُّ مِائَةً وَثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً فَرَأَيْتُهُ رَاكِعاً وَسَاجِداً مَشْغُولاً بِالْعِبَادَةِ فَيَئِسْتُ مِنَ الدَّلَالَةِ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ بِالسَّبَّابَةِ فَعَادَ إِلَيَّ شَبَابِي قَالَتْ فَقُلْتُ يَا سَيِّدِي كَمْ مَضَى مِنَ الدُّنْيَا وَكَمْ بَقِيَ فَقَالَ أَمَّا مَا مَضَى فَنَعَمْ وَأَمَّا مَا بَقِيَ فَلَا (١) ثُمَّ قَالَ هَاتِي مَا مَعَكِ فَأَعْطَيْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ فِيهَا ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیهما السلام فَطَبَعَ لِي فِيهَا ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ علیهما السلام فَطَبَعَ لِي فِيهَا ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام فَطَبَعَ فِيهَا ثُمَّ أَتَيْتُ الرِّضَا علیهما السلام فَطَبَعَ لِي فِيهَا وَعَاشَتْ حَبَابَةُ بَعْدَ ذَلِكَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ عَلَى مَا ذَكَرَهُ
________________
(١) قال المجلسيّ [ره] : اماما مضى فنعم أي لنا به علم ، واماما بقي فليس لنا به علم ، أو فسره لها ولم تنقل.