حَسَنُ وَاللهِ مَا أَنْتَ بِكَلِيلِ اللِّسَانِ وَلَا بِمَأْشُوبِ الْحَسَبِ (١) فَلِمَ لَا تَذْكُرُ فَخْرَكُمْ وَقَدِيمَكُمْ فَأَنْشَأَ الْحَسَنُ يَقُولُ
فِيمَ الْكَلَامُ وَقَدْ سَبَقْتُ مُبَرِّزاً |
|
سَبْقَ الْجَوَادِ مِنَ الْمَدَى الْمُتَبَاعِدِ |
نَحْنُ الَّذِينَ إِذَا الْقُرُومُ تَخَاطَرُوا |
|
طِبْنَا عَلَى رَغْمِ الْعَدُوِّ الْحَاسِدِ (٢) |
وَعَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ الْوَفَاةُ جَعَلَ يَسْتَرْجِعُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ فَقَالَ يَا أَبَهْ هَلْ رَأَيْتَ شَيْئاً فَقَدْ غَمَمْتَنَا فَقَالَ علیهما السلام أَيْ بُنَيَّ هِيَ وَاللهِ نَفْسِي الَّتِي لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ الْوَفَاةُ كَأَنَّهُ جَزِعَ عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ علیهما السلام كَأَنَّهُ يُعَزِّيهِ يَا أَخِي مَا هَذَا الْجَزَعُ إِنَّكَ تَرِدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَعَلِيٍّ علیهما السلام وَهُمَا أَبَوَاكَ وَعَلَى خَدِيجَةَ وَفَاطِمَةَ وَهُمَا أُمَّاكَ وَعَلَى الْقَاسِمِ وَالطَّاهِرِ وَهُمَا خَالاكَ وَعَلَى حَمْزَةَ وَجَعْفَرٍ وَهُمَا عَمَّاكَ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ أَيْ أَخِي إِنِّي أَدْخُلُ فِي أَمْرٍ مِنْ أَمْرِ اللهِ لَمْ أَدْخُلْ فِيهِ
من روى من أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب علیهما السلام
عنه عن النبي صلی الله علیه وسلم (زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع).
عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا آخَى رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم بَيْنَ الصَّحَابَةِ آخَى بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَبَيْنَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ ـ وَبَيْنَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَيْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَبَيْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَبَيْنَ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ فَقَالَ عَلِيٌّ علیهما السلام آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ وَأَخَّرْتَنِي قَالَ مَا أَخَّرْتُكَ إِلَّا لِنَفْسِي.
الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم إِنَّ مِنْ
________________
(١) فلان مأشوب : اي مخلوط غير صريح في نسبه.
(٢) القروم جمع القرم ـ بالفتح ـ : السيّد العظيم تشبيها بالفحل والتخاطر : تواثب الفحول عند الهياج.