فَاقَتُهُ وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ وَقَلَّتْ حِيلَتُهُ دُعَاءَ الْغَرِيبِ الْغَرِيقِ الْفَقِيرِ الَّذِي لَا يَجِدُ لِكَشْفِ مَا هُوَ فِيهِ إِلَّا أَنْتَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ لَا يَدْعُو بِهَا رَجُلٌ أَصَابَهُ بَلَاءٌ إِلَّا فَرَّجَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ.
آخر ما أورده الحافظ عبد العزيز رحمهالله تعالى وما أورده عن الإمام زين العابدين عليه وعلى آبائه السلام كان ينبغي أن يورده عند ذكر أخباره علیهما السلام وإنما تبعته أنا ولم أنقله إلى بابه لأني خفت أن يشذ عني أو أسهو عنه عند شروعي في ذكره فكتبته هنا لأن كلما ذكرته في مناقبهم لو قصرته على أحدهم لكانوا فيه شركاء على السوية وما أعطي أحدهم منزلة شرف إلا وكلهم مخصوصون بمثل تلك العطية فهم صلی الله علیه وسلم خلاصة الوجود ومعادن الكرم والجود وشجن الولي وشجا الحسود والعدة والعتاد في اليوم الموعود والسلام.
السابع في عبادته علیهما السلام
قال الشيخ كمال الدين بن طلحة رحمهالله تعالى اعلم وصلك الله بحبل تأييده وأوصلك بلطفه إلى مقام توفيقه وتسديده أن العبادة تنقسم إلى ثلاثة أنواع بدنية ومالية ومركبة منهما فالبدنية كالصلاة والصوم وتلاوة القرآن الكريم وأنواع الذكر والمالية كالصدقات والصلات والمبرات والمركب منهما كالحج والجهاد والاعتمار وقد كان الحسن علیهما السلام ضاربا في كل واحد من هذه الأنواع بالقدح الفائز والقدح الحائز.
أما الصلاة والأذكار وما في معناهما فقيامه بها مشهور واسمه في أربابها مذكور.
وأما الصدقات فقد صَحَّ النَّقْلُ فِي مَا رَوَاهُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ بِسَنَدِهِ فِي حِلْيَتِهِ أَنَّهُ علیهما السلام خَرَجَ مِنْ مَالِهِ مَرَّتَيْنِ وَقَاسَمَ اللهَ تَعَالَى مَالَهُ ثَلَاثَ
________________
(١) الشجن ـ محركة ـ : الحاجة. والشجا : ما اعترض في الخلق من عظم ونحوه.