قَالَ الشَّعْبِيُ كَانَ مُعَاوِيَةُ كَالْجَمَلِ الطَّبِّ قَالَ يَوْماً وَالْحَسَنُ علیهما السلام عِنْدَهُ أَنَا ابْنُ بَحْرِهَا جُوداً وَأَكْرَمِهَا جُدُوداً وَأَنْضَرِهَا عُوداً فَقَالَ الْحَسَنُ علیهما السلام أَفَعَلَيَّ تَفْتَخِرُ أَنَا ابْنُ عُرُوقِ الثَّرَى (١) أَنَا ابْنُ سَيِّدِ أَهْلِ الدُّنْيَا أَنَا ابْنُ مَنْ رِضَاهُ رِضَا الرَّحْمَنِ وَسَخَطُهُ سَخَطُ الرَّحْمَنِ هَلْ لَكَ يَا مُعَاوِيَةُ مِنْ قَدِيمٍ تُبَاهِي بِهِ أَوْ أَبٍ تُفَاخِرُنِي بِهِ قُلْ لَا أَوْ نَعَمْ أَيَّ ذَلِكَ شِئْتَ فَإِنْ قُلْتَ نَعَمْ أَبَيْتَ وَإِنْ قُلْتَ لَا عَرَفْتَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَقُولُ لَا تَصْدِيقاً لَكَ.
فَقَالَ الْحَسَنُ علیهما السلام.
الْحَقُّ أَبْلَجُ مَا تَخَيَّلَ سَبِيلَهُ |
|
وَالْحَقُّ يَعْرِفُهُ ذَوُو الْأَلْبَابِ |
وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّ فُلَاناً يَقَعُ فِيكَ فَقَالَ أَلْقَيْتَنِي فِي تَعَبٍ أُرِيدُ الْآنَ أَنْ أَسْتَغْفِرَ اللهَ لِي وَلَهُ.
وَقَالَ علیهما السلام مَنْ بَدَأَ بِالْكَلَامِ قَبْلَ السَّلَامِ فَلَا تُجِيبُوهُ.
وَقَالَ علیهما السلام حُسْنُ السُّؤَالِ نِصْفُ الْعِلْمِ.
وَسُئِلَ عَنِ الْبُخْلِ فَقَالَ هُوَ أَنْ يَرَى الرَّجُلُ مَا أَنْفَقَهُ تَلَفاً وَمَا أَمْسَكَهُ شَرَفاً
وكلامه علیهما السلام ينزع إلى كلام أبيه وجده ومحله من البلاغة لا ينبغي لأحد من بعده ومن رام حصره وعده كان كمن شرع في حصر قطع السحاب وعده فالأولى أن أقتصر منه على هذا القدر إذ كانت جملته غير داخلة في الحصر والعاقل يرى في الهلال صورة البدر.
العاشر في ذكر أولاده
قَالَ كَمَالُ الدِّينِ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَوْلَادِ عَدَداً لَمْ يَكُنْ لِكُلِّهِمْ عَقِبٌ بَلْ كَانَ الْعَقِبُ لِاثْنَيْنِ مِنْهُمْ فَقِيلَ كَانُوا خَمْسَةَ عَشَرَ وَهَذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ الْحَسَنُ وَزَيْدٌ وَعَمْرٌو وَالْحُسَيْنُ وَعَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ اللهِ وَإِسْمَاعِيلُ وَمُحَمَّدٌ وَيَعْقُوبُ وَجَعْفَرٌ وَطَلْحَةُ وَحَمْزَةُ وَأَبُو بَكْرٍ وَالْقَاسِمُ وَكَانَ الْعَقِبُ مِنْهُمْ لِلْحَسَنِ
________________
(١) قال في البحار رأيت في بعض الكتب أن عروق الثرى إبراهيم عليه السلام لكثرة ولده في البادية ولعله عليه السلام عرض بكون معاوية ولد زنا وليس من ولد إبراهيم (علیهما السلام).