توفوا عطاشا بالفرات فليتني |
|
توفيت فيهم قبل حين وفاتي |
إلى الله أشكو لوعة عند ذكرهم |
|
سقتني بكأس الذل والقصعات |
أخاف بأن أزدادهم فتشوقني |
|
مصارعهم بالجزع والنخلات (١) |
تقسمهم ريب المنون فما ترى |
|
لهم عقرة مغشية الحجرات (٢) |
خلا أن منهم بالمدينة عصبة |
|
مدينين أنضاء من اللزبات (٣) |
قليلة زوار سوى أن زورا |
|
من الضبع والعقبان والرخمات (٤) |
لهم كل يوم تربة بمضاجع |
|
ثوت في نواحي الأرض مفترقات |
تنكب لأواء السنين جوارهم |
|
ولا تصطليهم جمرة الجمرات (٥) |
وقد كان منهم بالحجاز وأرضها |
|
مغاوير نحارون في الأزمات (٦) |
حمى لم تزره المذبنات وأوجه |
|
تضيء لدى الأستار والظلمات (٧) |
__________________
(١) الجزع بالكسر ـ : منعطف الوادي ووسطه اي أخاف من زيارتهم ان يهيج حزنى عند رؤية مصارعهم الواقعة بين الوادي وأشجار النخل وفي بعض النسخ «النحلات» بالحاء المهملة اي فتشدنى رؤية مصارعهم إلى الجزع والنحول وهو بعيد (بحار الأنوار).
(٢) العقر بالضم والفتح ـ : محلة القوم ووسط الدار أي ليس لهم دار وساحة يأتي الناس حجراتها
(٣) أنضاء جمع النضوء : المهزول. واللزبة : الشدة.
(٤) العقبان جمع العقاب والرخمان جمع الرخم : طائر ابقع يشبه النسر في الخلقة.
(٥) التنكيب : العدول. واللأواء : الشدة.
(٦) رجل مغوار : مقاتل كثير الغارات والجمع : مغاوير. والأزمة الشدة.
(٧) الحمى : ما حمى من شيء.