أجلنا فمن قتلنا وكان اليوم الذي قتل فيه ع قيل الجمعة وهو يوم عاشوراء من المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة ودفن بالطف من كربلاء من العراق ومشهده ع معروف يزار من الجهات والآفاق.
وهذه الوقائع أوردها صاحب كتاب الفتوح فهي مضافة إليه وعهدتها لمن أراد تتبعها عند مطالعتها عليه فهذا تلخيص ما نقلته الأذهان والعقول مما أهداه إليها المروي والمنقول وقد ألبس القلوب ثوب جداد ما لصبغته نصول وعلى الجملة فأقول
ألا أيها العادون إن أمامكم |
|
مقام سؤال والرسول سئول |
وموقف حكم والخصوم محمد |
|
وفاطمة الزهراء وهي ثكول |
وإن عليا في الخصام مؤيد |
|
له الحق فيما يدعي ويقول |
فما ذا تردون الجواب عليهم |
|
وليس إلى ترك الجواب سبيل |
وقد سؤتموهم في بنيهم بقتلهم |
|
ووزر الذي أحدثتموه ثقيل |
ولا يرتجى في ذلك اليوم شافع |
|
سوى خصمكم والشرح فيه يطول |
ومن كان في الحشر الرسول خصيمه |
|
فإن له نار الجحيم مقيل |
وكان عليكم واجبا في اعتمادكم |
|
رعايتهم أن تحسنوا وتنيل |
فإنهم آل النبي وأهله |
|
ونهج هداهم بالنجاة كفيل |
مناقبهم بين الورى مستنيرة |
|
لها غرر مجلوة وحجول |
مناقب جلت أن يحاط بحصرها |
|
نمتها فروع قد زكت وأصول |
مناقب وحي الله أثبتها لهم |
|
بما قام منهم شاهد ودليل |
مناقب من خلق النبي وخلقه |
|
ظهرن فما يغتالهن أفول |
ولما وصل القلم في ميدان البيان إلى هذا المقام أبدت الأيام من إلمام الآلام ما منع من إتمام المرام على أتم الأقسام ولم ير حزم نظام الكلام دون موقف الاختتام فاختصر مضمون الأبواب واقتصر منه على اللباب وقصر من إطناب الأطناب وقصر أسباب الإسهاب فجاء محصول فصوله ملخصا في معانيه ومدلول أصوله مخلصا من تطويل