بسم الله الرّحمن الرّحيم
وصلّى الله على محمد وآله
قال أبو محمد مكيّ بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، المقرئ (١) :
أما بعد حمد الله جلّ ذكره ، والثناء عليه بما هو أهله ، والصلاة على محمد صلىاللهعليهوسلم ، وعلى آله (٢) ، وعلى جميع النبيين : فإني رأيت أفضل علم صرفت إليه الهمم ، وتعبت فيه الخواطر ، وسارع إليه ذوو العقول : علم كتاب الله ـ تعالى ذكره ـ إذ هو الصّراط المستقيم ، والدين المبين ، والحبل المتين ، والحقّ المنير. ورأيت من أعظم ما يجب على طالب علوم القرآن ـ الراغب في تجويد ألفاظه وفهم معانيه ، ومعرفة قراءاته ولغاته ، وأفضل ما القارئ إليه محتاج ـ معرفة إعرابه ، والوقوف على تصرّف حركاته وسواكنه ، ليكون بذلك سالما من اللحن فيه ، مستعينا على إحكام اللفظ به ، مطّلعا على المعاني التي قد تختلف باختلاف الحركات ، متفهّما لما أراد الله ـ تبارك وتعالى ـ به من عباده ؛ إذ بمعرفة حقائق الإعراب تعرف أكثر المعاني ، وينجلي الإشكال ، وتظهر الفوائد ، ويفهم الخطاب ، وتصحّ
__________________
(١) في (ظ) «بسم الله الرحمن الرحيم. أخبرنا الشيخ الإمام صائن الدين أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام بن محمد الأزدي قال : أنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب إجازة ، قال : حدثني الفقيه المقرئ أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي ـ رضي الله عنه ـ قراءة مني عليه في أصله ، وهو يسمع ، قلت ـ رضي الله عنك».
(٢) في (ح) «أهله» وما أثبته من (ظ).