وإذا رفعت (مَجْراها) بالابتداء ، وما قبله خبره ، كانت الجملة في موضع الحال من المضمر [في](١) (فِيها). لأن في الجملة عائدا يعود على الهاء في (فِيها) ، وهو الهاء في (مَجْراها) ، لأنهما جميعا للسفينة. ويكون العامل في الجملة التي هي حال ما في (فِيها) من معنى الفعل.
ولا يحسن أن تكون هذه الجملة في موضع الحال من الضمير في (ارْكَبُوا) ؛ لأنه لا عائد في الجملة يعود على المضمر في (ارْكَبُوا) ؛ لأنّ المضمر في (بِسْمِ اللهِ) إن جعلته خبرا ل (مَجْراها) ، فإنما يعود على المبتدأ وهو (مَجْراها) ، وإن رفعت (مَجْراها) بالظرف لم يكن فيه ضمير ، والهاء في (مَجْراها) إنما تعود على الهاء في (فِيها) ، وإذا نصبت (مَجْراها) على الظرف ، عمل فيه (بِسْمِ اللهِ) ، وكانت الجملة في موضع الحال من المضمر في (ارْكَبُوا) على تقدير قولك : خرج بثيابه ، وركب بسلاحه ، ومنه قوله : (وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ)(٢) ، فقولك : بثيابه ، وبسلاحه ، و (بِالْكُفْرِ) ، و (بِهِ) ، كلّها في موضع الحال ، فكذلك (بِسْمِ اللهِ مَجْراها) في موضع الحال من المضمر في (ارْكَبُوا) ، إذا نصبت (مَجْراها) على الظرف تقديره : اركبوا فيها متبرّكين بسم الله في وقت الجري والرسو ، فيكون في (بِسْمِ اللهِ) ضمير يعود على المضمر في (ارْكَبُوا) وهو ضمير المأمورين ، فتصحّ الحال منهم لأجل الضمير الذي يعود عليهم. ولا يحسن على هذا التقدير أن تكون الجملة في موضع الحال من المضمر ، وهو الهاء في (فِيها) ؛ لأنه لا عائد يعود على ذي الحال ، ولا يكتفى بالمضمر في (مَجْراها) ؛ لأنه ليس من جملة الحال ، إنما هو ظرف ملغى ؛ وإذا كان ملغى لم يعتد بالضمير المتصل به ، وإنما يكون (مَجْراها) من جملة الحال (٣) ، لو رفعته بالابتداء.
__________________
(١) تكلمة من : (ظ ، ق ، د).
(٢) سورة المائدة : الآية ٦١ ، وانظر فقرة(٧١٢).
(٣) في هامش(ح) : «تخريج من عند الخليل».