مشكل إعراب سورة
«البقرة»
١٣ ـ قوله تبارك وتعالى (الم) ـ ١ ـ أحرف مقطّعة محكيّة لا تعرب إلا أن تخبر عنها أو تعطف بعضها على بعض ، فتقول : هذا ألف وألفك حسنة ؛ وفي الكتاب ألف ولام [وميم](١) وعين. وموضع (الم) نصب على معنى : اقرأ (الم) ، ويجوز أن يكون موضعها رفعا على معنى : هذا (الم) أو ذلك أو هو ، ويجوز أن يكون موضعها خفضا على قول من جعله قسما (٢). والفراء (٣) يجعل (الم) ابتداء ، و (ذلِكَ) الخبر ، تقديره عنده : حروف المعجم يا محمّد ذلك الكتاب ؛ وأنكره الزجّاج. و (ذلِكَ) ـ ٢ ـ في موضع رفع على إضمار مبتدأ ، أو على الابتداء وتضمر الخبر ، و «ذا» اسم مبهم مبنيّ. والاسم عند البصريين : الذال ، والألف زيدت لبيان الحركة وللتقوية. و «ذا» بكماله هو الاسم عند الكوفيين (٤) ، وجمعه أولاء ، واللام
__________________
(١) زيادة من (ظ).
(٢) يرى أبو عبيدة في مجاز القرآن ١ / ٢٨ : أنها حروف هجاء لا إعراب لها.
(٣) معاني القرآن ١ / ٩ ـ ١٠.
(٤) هذا مخالف لما ذكره غير واحد من أئمة النحو كابن يعيش في شرح المفصل ٣ / ١٢٦ ، ١٢٧ ، وابن الأنباري في الإنصاف ٢ / ٦٧٠ ، والصبان في حاشيته على الأشموني ١ / ١٣٧. فقد نصوا على أن الكوفيين يقولون : إن «الذال» وحدها هي الاسم ، والألف زائدة للتكثير ، وأن البصريين ذهبوا إلى أن «الذال» وحدها ليست