مشكل إعراب سورة
«الحج»
١٤٨٧ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ) ـ ١ ـ «أيّ» نداء مفرد ، و «ها» للتنبيه. ولا يجوز في (النَّاسُ) عند سيبويه (١) إلا الرفع ، وهو نعت لمفرد (٢) ، لأنه لا بدّ منه ، وهو المنادى في المعنى. وأجاز المازنيّ النصب فيه على موضع «أي» ؛ لأنّ المنادى مفعول به في المعنى ، وإنما ضمّ لأنه مبني ، وإنما بني لوقوعه موقع المخاطب ، والمخاطب لا يكون اسما ظاهرا ؛ إنما يكون مضمرا كافا أو تاء ؛ والدليل على أن المنادى مخاطب أنّك لو قلت : والله لا خاطبت زيدا ، ثم قلت : يا زيد ، لحنثت ، لأنّه خطاب ، فلما وقع موقع المضمر بني ، كما أنّ المضمر مبنيّ أبدا ، ولكنّه في أصله متمكّن في الإعراب ، فبني على حركة ، واختير له الضمّ لقوّته ، وقيل : لشبهه ب «قبل» و «بعد». وفي [علّة] ضمّه أقوال غير هذه (٣) ، يطول ذكرها (٤).
١٤٨٨ ـ قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ) ـ ٤ ـ «أنّ» في موضع رفع ب (كُتِبَ). [و] قوله تعالى : (فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ) ذكر الزجّاج (٥) أنّ «أنّ» (٦)
__________________
(١) الكتاب ، لسيبويه ٣٠٦/١.
(٢) في الأصل : «مفرد».
(٣) في الأصل : «هذا».
(٤) البيان ٦٢/١ ؛ وتفسير القرطبي ٢٢٥/١.
(٥) معاني القرآن ٤١١/٣.
(٦) أي «أن» مع اسمها وخبرها عطف على قوله : أَنَّهُ مَنْ تَوَلاّٰهُ.