مشكل إعراب سورة
«النور»
١٥٤٠ ـ قوله تعالى : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها) ـ ١ ـ رفعت (سُورَةٌ) على إضمار مبتدأ تقديره : هذه سورة ، و (أَنْزَلْناها) صفة لسورة. وإنما احتيج إلى إضمار مبتدأ ، ولم ترفع (سُورَةٌ) بالابتداء لأنّها نكرة. ولا يبتدأ بنكرة إلّا أن تكون منعوتة. وإذا جعلت (أَنْزَلْناها) نعتا لها لم يكن في الكلام خبر لها ، لأنّ نعت المبتدأ لا يكون خبرا له ، فلم يكن بدّ من إضمار مبتدأ ليصحّ نعت السورة ب (أَنْزَلْناها).
وقرأ عيسى (١) بن عمر : (سُورَةٌ) بالنصب على إضمار فعل يفسره (أَنْزَلْناها) ، تقديره : وأنزلنا سورة أنزلناها ، ولا يجوز أن تكون (أَنْزَلْناها) صفة ل (سُورَةٌ) على هذه القراءة ؛ لأنّ الصفة لا تفسر ما يعمل في الموصوف ، كما أنّ الصلة لا تفسر ما يعمل في الموصول. وقيل : [إنّ] النصب على تقدير : اتل سورة أنزلناها ، فعلى هذا التقدير يحسن أن تكون (أَنْزَلْناها) نعتا للسورة ؛ لأنّه غير مفسر للعامل في السّورة.
__________________
(١) في الإتحاف ، ص ٣٢٢ : نسبت قراءة النصب في «سُورَةٌ» لأبي عمرو وابن محيصن. وفي البحر المحيط ٤٢٧/٦ : قرأ بها عمر بن عبد العزيز ، ومجاهد وعيسى بن عمر الثقفي وغيرهم. وفي المحتسب ٩٩/٢ نسبها إلى أم الدرداء ، وعيسى الثقفي ، وعيسى الهمداني ، ورويت عن عمر بن عبد العزيز. وهي من الشواذ.