٨٧ ـ قوله تعالى : (أَوَّلَ كافِرٍ) ـ ٤١ ـ (أَوَّلَ) اسم لم ينطق منه بفعل عند سيبويه (١) ، ووزنه «أفعل» ؛ فاؤه واو ، وعينه واو ، ولذلك لم يستعمل منه فعل لاجتماع الواوات (٢). وقال الكوفيون : هو أفعل ، من «وأل» إذا نجا ، فأصله «أوأل» ثم خففت الهمزة الثانية بأن أبدل منها واوا ، وأدغمت الأولى فيها ، كما قالوا في تخفيف «مقروءة» : مقروّة ، أجرى الحرف الأصليّ في «أوّل» مجرى الزائد في «مقروءة» ؛ وكان الأحسن ـ لو خفّف على القياس ـ أن يقال : (أَوَّلَ) ، يلقي حركة الهمزة على الواو ، كما قالوا في تخفيف ضوء : ضوّ ، ولا تجب (٣) علة الواو ؛ لأنّ الحركة عارضة. وقيل : إن «أوّل» أفعل ، من «آل يؤول» فأصله : أأول ، ثم قلب فردّت الفاء في موضع العين ، فصار «أوأل» [وزنه أفعل](٤) ، فصنع به من التخفيف والبدل والإدغام ما صنع في القول الأوّل ، فوزنه بعد القلب : «أعفل». والكلام على «أولى» كالكلام على (أَوَّلَ) في الوجهين جميعا ؛ إذ هي مؤنث (أَوَّلَ). وانتصب (أَوَّلَ) على خبر «كان». و (كافِرٍ) نعت لمحذوف تقديره : أوّل فريق كافر ، ولذلك أتى بلفظ التوحيد ، والخطاب لجماعة. وقيل : تقديره : أوّل من كفر به.
٨٨ ـ قوله تعالى : (وَتَكْتُمُوا الْحَقَ) ـ ٤٢ ـ (تَكْتُمُوا) منصوب لأنه جواب النهي ، وحذف النون علم النصب والجزم فيه وفيما كان مثله. ويجوز أن يكون مجزوما عطفا على (تَلْبِسُوا).
٨٩ ـ قوله تعالى : (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ـ ٤٢ ـ ابتداء وخبر في موضع الحال من المضمر. [وكذلك (وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ) ـ ٤٤ ـ ابتداء وخبر ، في موضع الحال من المضمر] في (تَنْسَوْنَ). وأصل (تَنْسَوْنَ) تنسيون ، فقلبت الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها ، ثم حذفت لسكونها وسكون الواو
__________________
(١) انظر : الكتاب ٢ / ٤٥ ـ ٤٦.
(٢) أي لم يجمع على «أواول» ؛ لاستثقالهم اجتماع الواوين بينهما ألف الجمع.
(٣) (ظ) : «ولا تجوز».
(٤) ما بين قوسين ساقط من (ح) وهو في (ظ). وفي (ق) «وزنه : أعفل».