مشكل إعراب سورة
«القلم»
٢٣٠٦ ـ قوله تعالى : (ن وَالْقَلَمِ) (١) ـ ١ ـ قد تقدّم وجه الإظهار والإدغام[في النون]في «يس» (٢) وغيرها. وقد قرئت «نون» بفتح (٣) النون ؛ على أنه مفعول به ، أي : اذكر نون ، واقرأ نون ، ولم ينصرف لأنّه معرفة ، وهو اسم لمؤنث ؛ وهي السورة ، وقيل : لأنه اسم أعجميّ. وقال سيبويه (٤) : إنما فتحت النون لالتقاء الساكنين ، مثل «أين» و «كيف» ، كأنّ القارئ وصل قراءته ولم يدغم ، فاجتمع ساكنان : النون والواو ، ففتحت النون. وقال الفراء : إنما فتحت على التشبيه ب «ثمّ» ، وقال غيره : فتحت لأنها أشبهت نون الجمع. وقال أبو حاتم : لمّا حذفت منها واو القسم نصبت بالفعل المقسم به ، كما تقول : اللّه لأفعلنّ ، فتنصب الاسم بالفعل ، كأنّه في التمثيل ، وإن كان لا يستعمل : «أقسم اللّه». وأجاز سيبويه (٥) : اللّه لأفعلنّ ، بالخفض ، أعمل حرف القسم وهو محذوف ؛ وجاز ذلك في هذا ، وإن كان لا يجوز في غيره ؛ لكثرة استعمال
__________________
(١) في الأصل : «نون» بغير لفظ (وَالْقَلَمِ).
(٢) راجع فقرة(١٨١١).
(٣) قرأ بفتح النون عيسى بن عمر. تفسير القرطبي ٢٢٣/١٨ ؛ وفي البحر المحيط ٣٠٧/٨ قرأ به أيضا سعيد بن جبير.
(٤) الكتاب ٣٠/٢.
(٥) الكتاب ، لسيبويه ٢٩٣/١ و ١٤٤/٢.