مشكل إعراب سورة
«الزلزلة»
٢٥٧٦ ـ قوله تعالى : (إِذٰا زُلْزِلَتِ) ـ ١ ـ «إِذٰا» ظرف زمان ماض ، والعامل فيه «زُلْزِلَتِ» ، وجاز ذلك لأنها بمعنى الشرط ، يعمل فيه ما بعدها ، وتعمل هي فيه أيضا ، كالشرط ، فكما جاز عملها فيما بعدها ، وهي في الحكم مضافة إلى الجملة[بعدها ، جاز]عمل ما بعدها فيها ؛ كما يعمل في «من» و «ما» اللتين للشرط ما بعدهما ، [ويعملان هما فيما بعدهما] ؛ تقول : من تكرم أكرمه ، وما تفعل أفعله ؛ ف «ما» و «من» في موضع نصب بالفعل المجزوم الذي بعدهما ، وهما قد جزما ما بعدهما ، فعملا فيه الجزم ، وعمل فيهما النصب. وكذلك إذا جرّت «إذا» كان فيها معنى الشرط ، على حكم «ما» و «من» ، وإن كانت في التقدير (١) مضافة إلى جملة بعدها.
٢٥٧٧ ـ قوله تعالى : (زِلْزٰالَهٰا) ـ ١ ـ مصدر أضيف ، كما تقول : ضربتك ، ضربك ، وحسن إضافته إلى الضمير لتتفق رءوس الآي على لفظ واحد. و «الزّلزال» بالفتح الاسم ، وبالكسر مصدر ، وقيل : هما جميعا مصدر. و [قد]قرأ (٢) عاصم الجحدريّ : (وَزُلْزِلُوا زِلْزٰالاً) (٣)
__________________
(١) في الأصل : «على حكمهما ومجراهما ، وإن كان هي في التقدير».
(٢) وقرأ به أيضا عيسى بن عمر. وقراءة الجمهور بكسر الزاي. تفسير القرطبي ١٤٧/٢٠ ؛ والبحر المحيط ٥٠٠/٨.
(٣) سورة الأحزاب : الآية ١١.