[٤ ـ ٥] (كَلَّا لَيُنْبَذَنَ) ، أي : ليطرحن (فِي الْحُطَمَةِ وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ) (٥) تعظيم لها ، وتهويل لشأنها. ثمّ فسرها بقوله : [٦ ـ ٧] (نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ) (٦) التي وقودها الناس والحجارة و (الَّتِي) من شدتها (تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) ، أي : تنفذ من الأجساد إلى القلوب. ومع هذه الحرارة البليغة هم محبوسون فيها ، قد أيسوا من الخروج منها. ولهذا قال :
[٨ ـ ٩] (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) (٨) ، أي : مغلقة ، (فِي عَمَدٍ) من خلف الأبواب (مُمَدَّدَةٍ) لئلا يخرجوا منها. (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها) (أُعِيدُوا فِيها). نعوذ بالله من ذلك ، ونسأله العفو والعافية. تم تفسير سورة الهمزة ـ ولله الحمد والشكر.
سورة الفيل
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١ ـ ٥] أي : أما رأيت من قدرة الله ، وعظيم شأنه ، ورحمته بعباده ، وأدلة توحيده ، وصدق رسوله صلىاللهعليهوسلم ، ما فعله الله بأصحاب الفيل ، الذين كادوا بيته الحرام ، وأرادوا إخرابه. فتجهزوا لأجل ذلك ، واستصحبوا معهم الفيلة لهدمه ، وجاءوا بجمع لا قبل للعرب به ، من الحبشة واليمن. فلما انتهوا إلى قرب مكة ، ولم يكن بالعرب مدافعة ، وخرج أهل مكة خوفا منهم ، أرسل الله عليهم طيرا أبابيل ، أي : متفرقة ، تحمل أحجارا محماة ، من سجيل. فرمتهم بها ، وتتبعت قاصيهم ودانيهم. فخمدوا وهمدوا ، وصاروا كعصف مأكول. وكفى الله شرهم ، ورد كيدهم في نحورهم. وقصتهم معروفة مشهورة ، وكانت تلك السنة التي ولد فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فصارت من جملة إرهاصات دعوته ، وأدلة رسالته ، فلله الحمد والشكر. تم تفسير سورة الفيل ـ بحمد الله وفضله.
تفسير سورة قريش
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١ ـ ٢] قال كثير من المفسرين : إن الجار والمجرور متعلق بالسورة التي قبلها ، أي : فعلنا ما فعلنا بأصحاب الفيل لأجل قريش وأمنهم ، واستقامة مصالحهم ، وانتظام رحلتهم في الشتاء لليمن ، وفي الصيف للشام ، لأجل التجارة والمكاسب. فأهلك الله من أرادهم بسوء ، وعظم أمر الحرم وأهله في قلوب العرب ، حتى احترموهم ، ولم