وشقي (وَتَبَ) فلم يربح.
[٢] (ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ) الذي كان عنده ، فأطغاه. (وَما كَسَبَ) لم يرد عنه شيئا من عذاب الله ، إذا نزل به.
[٣] (سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ) (٣) ، أي : ستحيط به النار من كل جانب ، هو
[٤ ـ ٥] (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) (٤). وكانت أيضا شديدة الأذية لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، تتعاون هي وزوجها على الإثم والعدوان ، وتلقي الشر ، وتسعى غاية ما تقدر عليه في أذية الرسول صلىاللهعليهوسلم ، وتجمع على ظهرها الأوزار ، بمنزلة من يجمع حطبا ، قد أعد له في عنقه حبلا (مِنْ مَسَدٍ) ، أي : من ليف. أو أنها تحمل في النار الحطب على زوجها ، متقلدة في عنقها حبلا من مسد. وعلى كل ، ففي هذه السورة ، آية باهرة من آيات الله. فإن الله أنزل هذه السورة وأبو لهب وامرأته لم يهلكا. وأخبر أنهما سيعذبان في النار ، ولا بد من لازم ذلك أنهما لا يسلمان. فوقع كما أخبر عالم الغيب والشهادة. تم تفسير سورة المسد ـ بعون الله وتيسيره.
تفسير سورة الإخلاص
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] أي : (قُلْ) قولا جازما به ، معتقدا له ، عارفا بمعناه. (هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، أي : قد انحصرت فيه الأحدية ، فهو الأحد المنفرد بالكمال ، والذي له الأسماء الحسنى ، والصفات الكاملة العليا ، والأفعال المقدسة ، الذي لا نظير له ولا مثيل.
[٢] (اللهُ الصَّمَدُ) (٢) ، أي : المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار ، يسألونه حوائجهم ، ويرغبون إليه في مهماتهم ، لأنه الكامل في أوصافه ، العليم الذي قد كمل في علمه. الحليم الذي كمل في حلمه. الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء ، وهكذا سائر أوصافه.
[٣ ـ ٤] ومن كماله ، أنه (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) (٣) لكمال غناه ، (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (٤) ، لا في أسمائه ، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله ، تبارك وتعالى. فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات. تم تفسير سورة الإخلاص ـ ولله الحمد والشكر.