بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
كلمة دار إحياء التراث العربي
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، من يهد الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران : ١٠٢].
(يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء : ١].
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً) (٧١) [الأحزاب : ٧٠ ـ ٧١].
أما بعد ، فيسرّ دار إحياء التراث أن تقدّم للعالم الإسلامي واحدا من أعظم التفاسير المعاصرة في القرن العشرين هو تفسير الإمام السّعدي المسمى «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان» أكمله عام ١٣٤٤ ه / ١٩٢٤ م (١).
وقد انتفع المؤلّف كثيرا بكتب شيخ الإسلام الداعية ابن تيمية الحراني الدمشقي أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام (ت ٧٢٨ ه) وتلميذه ابن القيم شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الزّرعي الدمشقي (ت ٧٥١ ه) وحصل له خير كثير بسببهما في علم الأصول والتوحيد والتفسير والفقه ، فألّف تفسيره بما فتح الله عليه من علوم ، وخرج من مذهبه الحنبلي إلى ما يترجح عنده بالدليل الشرعي ، فكانت له اليد الطولى في التفسير وبرع فيه ، إذ قرأ عدة تفاسير. فأجاد وأفاد وأخذ يبينّ من معاني القرآن وفوائده ما تعظم درره ، مع استنباط الفوائد البديعة والمعاني الجليلة ، كل ذلك مع فصاحة وجزالة في الألفاظ وتوسع في سياق الأدلة.
وهذا ما دعى مؤسسة دار إحياء التراث العربي لنشر هذا الكتاب الجليل بهذه الحلة القشيبة
__________________
(١) كما كتب في آخر تفسير سورة الفتح : «بقلم الفقير إلى ربّه سليمان بن حمد العبد الله البسّام» نقلته من خط المفسّر ... في (١٣) ذي الحجة عام (١٣٥٤ ه).
وكتب في آخر التفسير : «تمّ كتاب تفسير الله بعونه وحسن توفيقه على يد جامعه وكاتبه عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله المعروف بابن السعدي. وقع النقل في (٧) شعبان سنة (١٣٥٤ ه).