تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنّان

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنّان

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنّان

[١٥٦] (وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ) بعقر أو غيره (فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ) فخرجت واستمرت عندهم بتلك الحال ، فلم يؤمنوا ، واستمروا على طغيانهم.

[١٥٧ ـ ١٥٩] (فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (١٥٧) فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ) وهي صيحة نزلت عليهم ، فدمرتهم أجمعين ، (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) على صدق ما جاءت به رسلنا ، وبطلان قول معارضيهم. (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (٩).

[١٦٠ ـ ١٦٨] قال لهم وقالوا ، كما قال من قبلهم ، تشابهت قلوبهم في الكفر ، فتشابهت أقوالهم. وكانوا ـ مع شركهم ـ يأتون فاحشة ، لم يسبقهم إليها أحد من العالمين. يختارون نكاح الذكران ، المستقذر الخبيث ، ويرغبون عما خلق لهم من أزواجهم لإسرافهم وعدوانهم فلم يزل ينهاهم حتى (قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) (١٦٧) أي : من البلد ، فلما رأى استمرارهم عليه (قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ) (١٦٨) أي : المبغضين الناهين عنه المحذرين منه.

[١٦٩] قال : (رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ) (١٦٩) من فعله وعقوبته فاستجاب الله له.

[١٧٠ ـ ١٧١] (فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٧٠) إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) (١٧١) أي : الباقين في العذاب ، وهي امرأته.

[١٧٢ ـ ١٧٣] (ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٧٢) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً) أي : حجارة من سجيل (فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ) أهلكهم الله عن آخرهم.

[١٧٤ ـ ١٧٥] (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (١٧٥).

[١٧٦] أصحاب الأيكة : أي : البساتين الملتفة الأشجار ، وهم أصحاب مدين ، فكذبوا نبيهم شعيبا ، الذي جاء بما جاء به المرسلون.

[١٧٧] (إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ) (١٧٧) الله تعالى ، فتتركون ما يسخطه ويغضبه ، من الكفر والمعاصي.

[١٧٨] (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) (١٧٨) يترتب على ذلك ، أن تتقوا الله وتطيعونني. وكانوا ـ مع شركهم ـ يبخسون المكاييل والموازين.

[١٨١] فلذلك قال لهم : (أَوْفُوا الْكَيْلَ) أي : أتموه وأكملوه (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ) الّذين ينقصون الناس أموالهم ويسلبونها ، ببخس المكيال والميزان.

[١٨٢] (وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ) (١٨٢) أي : بالميزان العادل ، الذي لا يميل.

[١٨٤] (وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ) (١٨٤) أي : الخليقة الأولين ، فكما انفرد بخلقكم ، وخلق من قبلكم من غير مشاركة له في ذلك ، فأفردوه بالعبادة والتوحيد ، وكما أنعم عليكم بالإيجاد والإمداد بالنعم ، فقابلوه بشكره.

[١٨٥] قالوا له ، مكذبين له ، رادّين لقوله : (إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) فأنت تهذي وتتكلم كلام المسحور ، الذي غايته ، أن لا يؤاخذ به.

[١٨٦] (وَما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) فليس فيك فضيلة ، اختصصت بها علينا ، حتى تدعونا إلى اتباعك. وهذا مثل قول من قبلهم ومن بعدهم ، ممن عارضوا الرسل بهذه الشبهة التي لم يزالوا ، يدلون بها ويصولون ، ويتفقون عليها ،