عدم صحة السلب وصحته
وصحة الحمل وعدمها
اعلم أنه قد يرتكز في ذهن الإنسان من أيام الصغر أو في برهة من الزمان معنى من المعاني بنحو الإجمال للفظ مخصوص معين (فليلاحظ أحدنا ما في ذهنه من كلمة الإنسان والفرس والغنم وغيرها) وحينئذ إذا سمع من أحد تعريف الحيوان الناطق وتصور في ذهنه ذلك الكلي فإن رأى أنه لم يصح سلب الإنسان بمعناه المرتكز في ذهنه عن الكلي الذي تصوره أو أنه يصح حمل الإنسان بذلك المعنى على ما تصوره يعلم أن لفظ الإنسان حقيقة في الحيوان الناطق وأن ما ارتكز في ذهنه إجمالا متحد مع ما تصوره تفصيلا ، فيتحقق حينئذ عنوان عدم صحة السلب وصحة الحمل ويكونان من علائم الحقيقة ، فيحكم بأن الإنسان والحيوان الناطق مترادفان.
وكذا إن رأى مصداقا من الإنسان في الخارج كزيد مثلا وعلم أنه لا يصح سلب المعنى المرتكز في ذهنه عنه بل صح حمله عليه يعلم بأن زيدا مصداق حقيقي للمعنى المرتكز لا مجازي ومن هنا قيل إن عدم صحة سلب مفهوم كلي عن مفهوم كلي وصحة حمله عليه علامتا كونهما مترادفين وعدم صحة سلب المفهوم الكلي عن الفرد أو صحة حمله عليه علامتا كون الفرد مصداقا حقيقيا لذلك الكلي.
هذا عدم صحة السلب وأما صحته فإذا سمع الشخص من أحد تعريف الحمار