الاستقراء
قيل هو عبارة عن تصفح الجزئيات لإثبات الحكم الكلّي والتام منه يفيد القطع كما إذا تصفحنا جميع ما وصلنا إليه من أفراد الحيوان فوجدناه جسما فحكمنا بأن كل حيوان جسم ، والناقص منه يفيد الظن سواء أحصل من تتبع قليل الأفراد أم كثيرها.
فالأول : كما إذا رأينا واحدا من أهل بلد يتكلم بكلام مخصوص أو يلبس لباسا مخصوصا ثم رأينا الثاني والثالث إلى خمسين مثلا حصل الظن بأن من هو ساكن هناك حاله كذا.
والثاني : كما إذا رأينا أكثرهم على ذلك المنوال ، والاستقراء أعم من الغلبة عموما مطلقا فإنه يحصل بقليل الأفراد دون الغلبة وكلاهما يشتركان في أن النظر فيهما إلى إثبات الحكم الكلي من تصفح حال الجزئي ، ثم الاستقراء أيضا ليس بحجة عندنا ما لم يفد العلم.