الاطراد وعدم الاطراد
إذا أطلق لفظ على معنى باعتبار لحاظ ملاك وخصوصية كإطلاق لفظ العالم على زيد باعتبار وصف العالمية وأريد أن يعلم أن هذا الإطلاق هل هو بنحو الحقيقة أو المجاز فلا بد من الاختبار ، فإن صح إطلاقه على كل شيء كان له ذلك الوصف كعمرو العالم وغيره يطلق على هذا المعنى الاطراد ، أي شيوع استعمال اللفظ في المصاديق الواجدة لملاك الاستعمال ، ويجعل ذلك علامة على كون اللفظ حقيقة في ذلك المعنى وإن لم يصح الإطلاق كان ذلك علامة المجاز ويسمى بعدم الاطراد ، كاستعمال لفظة أسد في زيد باعتبار مشابهته بالأسد فإنه لا يصح استعماله في كل شيء كان شبيها بالأسد في شيء من الصفات وبشباهة ما من الشبه. فاللفظ هنا كلمة أسد والمستعمل فيه زيد والملاك والخصوصية هي الشباهة في شيء من الصفات فمع وجود هذا الملاك في فرد آخر كعمرو مثلا لا يصح الاستعمال وهو معنى عدم الاطراد وجعلوه قرينة على أن استعمال أسد في زيد مجاز.
ولا يخفى عليك أن هذا البيان يتم لو كان المراد من الملاك أصل الشباهة بلا لحاظ مصاديقها فإن استعمال أسد في زيد لشبه الشجاعة لا يصحح استعماله في الحجر لشبه الصلابة أو في المعز لكثرة الشعر ، وأما لو كان الملاك في الاستعمال نوعا