الإمكان والوجوب والامتناع
ينقسم الإمكان إلى الذاتي والوقوعي وينقسم كل من الوجوب والامتناع إلى الذاتي والغيري والوقوعي ويعرف حقيقة كل منها ونسبته مع صاحبه في ضمن مثاله فنقول :
الأول : الإمكان الذاتي وهو كون الشيء بحيث ليس في ذاته اقتضاء للوجود ولا للعدم بل رجحان كل من وجوده وعدمه يحتاج إلى علة وإن كان يكفي في طرف عدمه عدم علة الوجود ، وهذا كجميع الممكنات الموجودة والمعدومة ، فالفلك والشمس والقمر والفرس والنجم والشجر ممكنات اقتضت إرادة الله تعالى وجودها والإنسان الذي له ألف رأس ممكن لم يرد الواجب تعالى وجوده.
الثاني : الإمكان الوقوعي وهو كون الشيء بحيث لا يستلزم وجوده وعدمه ووقوعه ولا وقوعه محذورا عقليا كاجتماع النقيضين والضدين والخلف والقبح على الحكيم ونحوها ، ومثاله غالب الحركات والأفعال الصادرة منا والنسبة بين هذا الإمكان وسابقه عموم مطلق ، فكل ممكن وقوعي ممكن ذاتي ولا عكس لأنه قد يكون الممكن الذاتي واجبا وقوعيا أو ممتنعا وقوعيا كما ستعرف ، فالإمكان الذاتي أعم من الإمكان الوقوعي.
الثالث : الوجوب الذاتي وهو كون الشيء بحيث يقتضي الوجود لذاته اقتضاء