الإنشائي والاعتباري والانتزاعي
قسموا الأمور المتصورة للإنسان ، إلى المتأصل وغير المتأصل والثاني إلى الإنشائي ويرادفه الاعتباري وإلى الانتزاعي.
فالمتأصل ، هو ما له وجود حقيقي في عالم التكوين معلول عن علل خاصة تكوينية ولا توجد بإنشائه باللفظ ولا بقصده وإرادته ، كالأعيان الخارجية وأوصافها المقولية المتأصلة.
وأما الإنشائي أو الاعتباري ، فهي الأمور المفروضة المقدرة القابلة للوجود في وعاء الفرض وعالم الاعتبار بمجرد الجعل والإنشاء بلفظ أو غير لفظ يعتبر لها أهل العرف والعقلاء بعد تحقق عللها نحوا من الوجود يكون منشأ للآثار وموضوعا للأحكام.
وأما الانتزاعي فقد يظهر من عدة ترادفه مع الاعتباري ، وقد يفرق بينه وبين سابقيه بأن الأمر المتأصل له وجود حقيقي وثبات في عالم التكوين ، والأمر الاعتباري له تقرر وثبات في عالم الاعتبار فيراه العقلاء أمرا متحققا منشأ للآثار ، وأما الانتزاعي فلا تقرر له بنفسه في أي وعاء ، ولا يراه العقلاء أمرا متحققا موضوعا لحكم وأثر ، وإنما الوجود والتقرر لمنشإ انتزاعه ، وذلك كالكليات المنتزعة عن الأعيان الخارجية كان انتزاعها عن مقام الذات أو عن مرحلة اتصافها بإحدى المقولات كالإمكان والوجوب