منك الذهب فقط أو قال أريد منك الذهب والجارية كل واحد منهما فاللازم أن يتبع ما دلت عليه القرينة وإن لم تكن قرينة على إرادة واحدة منها أو أكثر كان اللفظ من المتشابهات ولا تتم به الحجة ولا يحصل به البيان سواء في ذلك المفرد والتثنية والجمع حقيقة فإنه لا إشكال في أنه يمكن إرادة الأكثر ولو بإرادة عموم المجاز وهذا المقدار يكفينا فيما نحن بصدده ولا يلزمنا البحث في أنه هل يمكن إرادة معنيين مستقلين في استعمال واحد أولا يمكن أو أنه بطريق الحقيقة أو المجاز أو أنه في المفرد مجاز وفي التثنية والجمع حقيقة فإنه لا إشكال في أنه يمكن إرادته ولو بإرادة عموم المجاز بأن يريد المسمى بعين مثلا في المثال السابق ولا إشكال أيضا في أنه ليس ظاهرا في واحدة منها بالخصوص أو في أكثر منها ولو في التثنية والجمع لأنهما وإن كانا ظاهرين في إرادة أكثر من فرد ولكنهما ليسا ظاهرين في إرادة المعاني المتعددة ولا إشكال أيضا في أنه إذا نصبت قرينة على واحدة أو أكثر أو على إرادة المعاني المتعددة في المفرد أو التثنية أو الجمع فيتبع ما دلت عليه القرينة وبها يتم البيان والحجة وبدونها يكون من المتشابهات فيجب أن يرجع إلى المحكمات ولا يبغي تأويلها بالرأي فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والله تعالى أعلم
الكلام في أنه هل يجوز إرادة المعنى الحقيقي أو
المجازي في استعمال واحد
٦ ـ فصل إن استعمل اللفظ ولم تنصب قرينة على إرادة المعني