مقدمة
لقد تعرض القرآن الكريم باعتباره الركيزة الأساسية للإسلام لهجمات كثيرة من الذين كتبوا ضد الإسلام ، سواء فى الشرق أو فى الغرب وكان ذلك بدءا من النصف الثانى للقرن الأول الهجرى / السابع الميلادى ، حتى الآن.
ولقد بدأ يوحنا الدمشقى حوالى (٦٥٠ ـ ٧٥٠ تقريبا) هذا الهجوم بتوجيه عدة انتقادات على النسق العام للقرآن ثم تبعه فى ذلك «أثيميوس زيجابينوس» فى كتابه «العقيدة الشاملة».
لكن أول هجوم مفصل على القرآن كان فى أعمال نيكيتاس البيزنطى فى مقدمة كتاب «نقد الأكاذيب الموجودة فى كتاب العرب المحمديين» ولا نعرف شيئا عن حياته سوى أنه ذاعت شهرته فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر حيث كان مجادلا لاذعا ضد الإسلام وكذلك ضد الكنيسة الأرثوذكسية الإرمينية التى انتقدها فى كتاب «دحض الكنيسة الإرمينية» وكذلك ضد الكنيسة الكاثوليكية فى روما «علم القياس الأساسى».
ولكن أكبر هجوم جدلى على القرآن والإسلام هو ما قام به امبراطور بيزنطة چان كنتاكوزين فى كتابيه «ضد تمجيد الملة المحمدية» ، «ضد الصلوات والتراتيل المحمدية» كان هذا الهجوم فى الشرق وباللغة اليونانية ، وهناك هجوم على القرآن باللغة السريانية والإرمينية والعربية.
وبسقوط القسطنطينية فى يد المسلمين (١٤٥٣) ، توقف الهجوم البيزنطى على القرآن والإسلام ، وتولت أوربا المسيحية الأمر من بعد ، فبدأ الكاردينال نيقولا دى كوزا (١٤٠١ ـ ١٤٦٤) مسيرة الهجوم الجديدة ، وكان بتوجيه من البابا بيوس الثانى كتب نيقولا كتاب «نقد وتفنيد الإسلام» وكذلك رسالة هجاء فى القرآن تحت عنوان «غربلة القرآن» وقسم هذه الرسالة إلى ثلاثة كتب.
فى الكتاب الأول زعم إثبات حقيقة الإنجيل استنادا إلى القرآن ، وفى الكتاب الثانى عرض وتوضيح للمذهب الكاثوليكى وفى الكتاب الثالث زعم