للمخاطبين) مثلا : إذا ورد في خبر أنّه يجوز القراءة والتكلّم عند سماع صوت قارئ القرآن فهو معارض لقوله تعالى : (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا) فحينئذ نقول أنّ الرواية (١) ـ المفسّرة للآية بقوله (ع) : يعني القراءة خلف الإمام أعني قراءة الإمام والمأموم ـ قرينة على ارادة خلاف الظاهر من الآية فحينئذ يجمع بين العمل بالرواية الأولى ، وظاهر القرآن بحمله على القراءة خلف الامام في الصلاة ، لا مطلق القراءة فيجوز التكلّم والقراءة عند قراءة القرآن في غير خلف الامام (أو) من جهة كونها (مقالية اختفيت) علينا (بالانطماس) طمسته طمسا محوته ـ والشيء استأصلت اثره ، ومنه فاذا النجوم طمست (٢) كما في القاموس ، وبالفارسية اثرش از بين رفته ، فما افاده قده من ارادة خلاف الظواهر في الاخبار حتى مع وجود القرينة باقسامها ـ متصلة كانت أو منفصلة ـ الظاهر هو الذي تكون للفظ مع قطع النظر عن الالتفات الى القرينة ، اذ وجود القرينة يوجب ظهورا للفظ على خلاف ما كان اللفظ ظاهرا فيه مجردا عن القرينة ، وهذا الظهور الجائي من قبل القرينة ظهور متبع مراد للمتكلم بحسب الظاهر ، مثلا : لفظة أسد له ظهور بانفراده وهو الحيوان المفترس ، ولكن عند قيام القرينة مثل كلمة يرمى يحصل له ظهور آخر وهو الرجل الشجاع ، فما نفاه المصنّف قده من عدم ارادة خلاف الظاهر في الاخبار هو المعنى الأوّل أعني الظهور بلا التفات الى القرينة وأمّا مع التوجّه اليه فهذا ظهور ثانوي مراد للمتكلّم (وأمّا) ان يراد خلاف الظاهر (بغير القرينة لمصلحة يراها) أي المصلحة (الامام عليه
__________________
(١) وهي صحيحة زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أن كنت خلف الامام فلا تقرأن شيئا في الاوّلتين ، وانصت لقراءته ، ولا تقرأنّ شيئا في الاخيرتين فان الله عزوجل يقول للمؤمنين : (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ) ، يعني في الفريضة خلف الامام (فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) ، فالاخيرتان تبعا للاولتين (الوسائل الجزء ـ ٥ ص ٤٢٢) الرواية : ٣.
(٢) المرسلات : ٨.