وروى الصفدي (١) أن ابن ناقياء (٢) دخل دار العلم ببغداد ، فوجد ابن فضّال يدرس النحو فقال : (وكان يوما باردا).
اليوم يوم قارس بارد |
|
كأنّه نحو ابن فضّال |
لا تقربوا النّحو ولا شعره |
|
فيعتري الفالج في الحال |
وأظن هذا من باب الملاطفة بين العلماء.
ذكر ياقوت في معجم الأدباء (٣) بعد أن ذكر قصة المجاشعي مع الجويني : " بلغني أنه عقيب ذلك ورد بغداد ، وأقام بها ولم يتكلم بعد بالنّحو وصنف كتابه في التاريخ". ورأيه هذا جاء مخالفا لما أوردته المصادر التي ترجمت للمجاشعي ، والذي ذكرناه دليل على تكلمه في النّحو ولا سيما في المدرسة النظامية.
ومهما يكن من أمر فانّ الرّجل برع في العلوم ، ومهر في الفضائل ، ألف ودرس سنين ، وانتفع به خلق كثير.
رابعا ـ شيوخه :
لقد أهمل أهل السير والتراجم من أهل المغرب ذكر المجاشعي فلم يشيروا إليه في تصانيفهم ، فكأنّما رحيله عن المغرب قد قطع الصلة بينهم فعدّوه غريبا عنهم. فلم نجد فيما وقفنا عليه من أخبار الرجل ذكرا لأساتذته الأول وأشياخه الذين تتلمذ عليهم في بلاده ، إلّا النزر اليسير ، وسأذكر من استطعت الوقوف عليه منهم وفقا لترتيب وفياتهم :
أولا ـ علي بن إبراهيم بن إبراهيم بن سعيد أبو الحسن النحوي الحوفي (ت ٤٣٠ ه) (٤).
ثانيا ـ مكي بن أبي طالب القيسي المقرئ ، أبو محمد (ت ٤٣٧ ه) (٥).
ثالثا ـ عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي ، أبو محمد (٤٤٨ ه) (٦).
__________________
(١) الوافي بالوفيات : ٤ / ١١٥.
(٢) هو أبو القاسم عبد الله ، وقيل : عبد الباقي بن محمد بن الحسين بن ناقياء ، الشاعر. (ت ٤٨٥ ه). ينظر ترجمته في سير أعلام النبلاء : ١٨ / ٤٦٣.
(٣) معجم الأدباء : ١٣ / ٩٦.
(٤) أسند المجاشعي عن الحوفي الرواية في أربعة مواضع في النكت : ١٦ ، و ٧٠ ، و ٧١ ، و ٤٢٦ ، وينظر ترجمته في : إنباه الرواة : ٢ / ٢١٩.
(٥) ذكر المجاشعي روايتين عن مكي في النكت : ٣٨ ، و ٩٥ ، وينظر مقدمة تحقيق شرح عيون الإعراب : ١٦ ، وتلخيص ابن مكتوم : ١ / ١٢٥ ، ولسان الميزان : ٤ / ٢٤٩ ، وترجمته في غاية النهاية : ٢ / ٣٠٩ ـ ٣٠١.
(٦) روى عنه المجاشعي في موضع واحد من كتاب النكت : ٤٧٩ ، وينظر ترجمته في : فهرسة ابن عطية : ٦٩.