أئمة النحو واللغة ويقضي على بعضهم بالخطأ والوهم. وسيأتي هذا لاحقا في بابه.
وإن مما يزيد من الأمر يقينا في صحة ما توصلنا إليه أن الطبرسي في" مجمع البيان" نقل عن كتاب" النكت في القرآن" كثيرا وأشار إلى آراء ابن فضّال المجاشعي غير مرة (١).
ومثله فعل أبو حيان الأندلسي في كتابه" تذكره النحاة" (٢).
وأخيرا : آمل أن يكون قد قام في أنفسنا ما نرجو أن يكون هو الصواب ، وأن يكون القارئ الكريم قد اقتنع معنا بما قررناه في شأن الكتاب ونسبته إلى أبي الحسن علي بن فضّال المجاشعي ، لا إلى قوام السنة ، رحمهمالله ...
ثانيا ـ تحقيق عنوان الكتاب :
يتطلب المنهج العلمي في تحقيق التراث أن يقوم المتصدي لتحقيق كتاب ما بتحقيق صحة نسبة الكتاب إلى مؤلفه عن طريق جمع أدلة كافية على ذلك ، من دلالات النسخ الخطية التي عليها اسم مؤلفه أو وروده في المصادر وفهارس العلماء منسوبا إليه ، أو وجود نقول عنه كثيرة أو قليلة فيها نسبت إلى المؤلف ، أو نحو ذلك مما يطمئن معه الباحث ويطمئن القارئ إلى أن الكتاب الذي بين يديه هو الكتاب المذكور ، وأنه صحيح النسبة إلى من ينسب إليه.
لقد ابتليت النسخة الخطية الموجودة لهذا الكتاب بفقد صفحة العنوان التي تحمل اسم المؤلف عادة. وإن عنوان" إعراب القرآن" هو من صنع مفهرس مكتبة شستربتي فليس له ذكر في الصفحة الأولى من المخطوطة ، ولا في آخر صفحة منها ، ولا في أية ورقة أخرى منها ، ولم نقف على جهة ذكرت هذا الكتاب بهذا العنوان.
وأحسب أن كثيرا ممن يطلع على هذا الكتاب على أهميته فيما تضمنه من مباحث متنوعة ، وماله من قيمة علمية وتراثية ، سيكون أول ما يفاجا به هو خلوه من" إعراب القرآن" إلا رؤوس أقلام ، وإنما بدل ذلك سيجد مباحث كثيرة متنوعة في اللغة والإعراب واختلاف القراء وأخرى في التفسير ، واختلاف المفسرين في التأويل ، وأخرى في قول أهل الأصول والرد على بعض المتكلمين من المعتزلة وغيرهم ...
وسيرى من أول الكتاب أن العنوان لا يدل على مضمونه إذ لا يشغل الإعراب منه إلا
__________________
(١) ينظر مجمع البيان : ١ / ٧٦ ، و ٢ / ٢٣٤ ، و ٤ / ٩٢ ، و ٤ / ٤١٠ ، و ٩ / ٣٩٠.
(٢) ينظر تذكره النحاة : ٥ ، ٤٣١.