فغلبت عليه هذه الصفة في التفسير والإعراب والقراءة ، ومثال ما جاء من الشرح على طريق السؤال والجواب ما يأتي :
" وممّا يسأل عنه. أن يقال ما (إذ)؟
والجواب : أنّها ظرف يدلّ على الزّمان الماضي (١) ، فإن قيل : ما العامل فيها؟
قيل : فعل مضمر تقديره : أذكر إذ قال ربّك للملائكة (٢) ، ... فإن قيل : فما الّذي يدلّ على أنّ العامل في (إذ) اذكر ، وأنّه محذوف؟
والجواب : أنّ فيه قولين :
أحدهما : أنّ الآية الّتي قبلها تذكّر بالنّعمة والعبرة في قوله : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة : ٢٨] فكأنّه قيل اذكر النّعمة في ذلك ، واذكر إذ قال ربّك للملائكة" (٣).
وعلى هذه الطريقة من السؤال والجواب في عرض مادة الكتاب جاء أغلبه ..
ثانيا ـ منهجه في إيراد أقوال المفسرين واللغويين والنحاة :
يكثر المجاشعي من إيراد أقوال المفسرين واللغويين والنحاة ، ولهذا فإن كتاب" النكت في القرآن" يعد موسوعيا جامعا لمختلف آراء العلماء في هذا الفن ، وهو يهتم اهتماما كبيرا بنقل النصوص.
وللمجاشعي طرق مختلفة في التعامل مع النصوص التي ينقلها ، فأحيانا كثيرة ينقل النصوص بعين لفظها ، وأحيانا أخرى ينقلها في المعنى ، وكثيرا ما يذكر النص ولا ينسبه إلى صاحبه مكتفيا بقوله : " وقيل : ..." (٤) أو" وقال بعضهم ..." (٥) ، أو يذكر عدة آراء في اللغة أو المعنى بدون نسبة الآراء لأصحابها ، كأن يقول : " وفي هذا ثلاثة أوجه : ..." (٦).
وأهم المصادر التي اعتمدها المجاشعي في كتابه" النكت" ، وغالبا ما ينقل عنها هي :
__________________
(١) ينظر الكتاب : ٢ / ٤٤ ، وإعراب القرآن للنحاس : ١ / ١٥٦ ، والتبيان في إعراب القرآن : ١ / ٤٦ ، ودراسات لأسلوب القرآن : ١ / ١٠٨ ـ ١٠٩.
(٢) ينظر مشكل إعراب القرآن : ١ / ٨٥.
(٣) النكت في القرآن : ٣٥ ـ ٣٦ ، وينظر إعراب القرآن لأبي طاهر : ٢٣٤.
(٤) النكت في القرآن ، ينظر على سبيل المثال : ٨ ، و ١١ ، و ١٢ ، و ٣٩ ...
(٥) النكت في القرآن ، ينظر على سبيل المثال : ٤٥ ، ٣٤ ، و ٥٤ ، و ٧٨.
(٦) النكت في القرآن ، ينظر على سبيل المثال : ١٥ ، و ٢١ ، و ٢٥.