ويضلون) " (١).
وفي معنى الرهبانية قال (٢) : " الرّهبانية : أصلها من الرّهبة ، وهو الخوف (٣) ، إلا أنها عبادة مختصة بالنصارى لقول النبي صلىاللهعليهوسلم : (لا رهبانيّة في الإسلام) " (٤).
ومن أمثلة احتجاجه بأقوال الصحابة :
" وقال عمر وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم : كنّا نبتّ الشّهادة فيمن عمل الموجبات حتى نزلت : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) [النساء : ٤٨] " (٥).
ومنه أيضا : " وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قرأ (المصوّر) بكسر الواو وفتح الراء" (٦).
الحادي عشر ـ استقصاء جميع الأوجه الإعرابية للمسائل التي يتناولها ، والوقوف على أقوال العلماء وآرائهم فيها ، وعزوها إلى أصحابها ما أمكن والإدلاء برأيه ما أمكنه ذلك : وإليك ما يوضح ذلك :
تساءل المجاشعي عن وجه النصب في (الْأَرْحامَ) من قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) [النساء : ١] " قيل على الوجه الأول : يكون معطوفا على موضع (بِهِ ،) كأنه قال : وتذكرون الأرحام في التساؤل (٧).
الوجه الثاني : يكون معطوفا على اسم الله تعالى (٨). وقرأ حمزة الأرحام بالجر ، والنحويون لا يجيزون هذا ؛ لأنه لا يجوز عطف الظاهر على المضمر المجرور إلا بإعادة الجار (٩).
__________________
(١) نصّه في صحيح مسلم ٨ / ٦٠ : (إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا ، ولكن يقبض العلماء ، فيرفع العلم معهم ويبقى في النّاس رؤوسا جهالا يفتون بغير علم فيضلون ويضلون).
(٢) النكت في القرآن : ٤٩٨.
(٣) اللسان : ١ / ٤٣٧ (رهب).
(٤) ورد في النهاية في غريب الحديث لابن الأثير : ٢ / ٢٨٠.
(٥) النكت في القرآن : ١١٦.
(٦) النكت في القرآن : ٥٠٣.
(٧) ينظر معاني القرآن للفراء : ١ / ٢٥٢ ، ومعاني القرآن وإعرابه : ٢ / ٦ ، والمشكل في إعراب القرآن : ١ / ١٨٧.
(٨) تفسير سفيان الثوري : ٨٥ ، ومعاني القرآن للفراء : ١ / ٢٥٢ ، ومعاني القرآن للأخفش : ١ / ٢٢٤.
(٩) ينظر معاني القرآن للأخفش : ١ / ٢٢٤ ، والكامل للمبرد : ٢ / ٩٣١ ، واللمع : ١٨٥ ، والكشاف : ١ / ٤٩٣.