وقال محمد بن جعفر بن الزبير (١) : المحكم ما لا يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا ، والمتشابه : ما يحتمل أوجها (٢).
وقال ابن زيد : المحكم الذي لم يتكرر لفظه ، والمتشابه : ما تكرر لفظه (٣). قال جابر ابن عبد الله (٤) : المحكم ما يعلم تعيين تأويله ، والمتشابه : ما لا يعلم تعيين تأويله (٥) ، نحو : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) [الأعراف : ١٨٧]. فهذه خمسة أقوال للعلماء" (٦).
كما بين الحكمة من المتشابه ، فقد قال : " أنه أنزل للاستدعاء إلى النظر الذي يوجب العلم دون الإنكار على الخبر من غير نظر ، وذلك أنه لو لم يعلم النظر أن جميع ما أتى به النبي عليهالسلام حق لجوز أن يكون الخبر كذبا ، وبطل دلالة السمع" (٧).
كما بين في أي شيء يقع المتشابه ، فقال : " في أمور الدين ، كالتوحيد ونفي التشبيه (٨) ، ألا ترى أن قوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) [الأعراف : ٥٤] يحتمل في اللغة أن يكون كاستواء الجالس على سريره ، ويحتمل أن يكون بمعنى القهر والاستيلاء (٩) ، كما قال الشاعر :
قد استوى بشر على العراق |
|
من غير سيف ودم مهراق (١٠) |
واستواء الجالس لا يجوز على الله عزوجل" (١١).
٥ ـ النسخ في القرآن : تعرض المؤلف لهذا الموضوع عند قوله تعالى : (ما نَنْسَخْ مِنْ
__________________
(١) ابن العوام الأسدي المدني ، توفي بين (١١٠ ه ـ ١٢٠ ه). الثقات : ٧ / ٣٩٤ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٨١.
(٢) الجامع لأحكام القرآن : ٤ / ١٠ ، والبرهان للزركشي : ٢ / ٦٩ ، وفتح القدير : ١ / ٣١٤.
(٣) أحكام القرآن : ٢ / ٥ ، والبرهان للزركشي : ٢ / ٦٩.
(٤) أبو عبد الله الأنصاري الفقيه ، مفتي المدينة (ت ٧٨ ه). شذرات الذهب : ١ / ٨٤ ، أسد الغابة : ١ / ٣٠٧ ، والإصابة : ١ / ٢١٤.
(٥) البيان في تفسير القرآن : ٢ / ٣٩٥ ، ومجمع البيان : ٢ / ٢٣٩.
(٦) النكت في القرآن : ٩١ ـ ٩٢.
(٧) النكت في القرآن : ٩٢.
(٨) ينظر دفع شبه التشبيه : ١٢١ ، وصفات الرب جل وعلا : ٢٦.
(٩) ينظر الصحاح : ٦ / ٢٣٨٥ (سوا) ، واللسان : ١٤ / ٤١٤ (سوا).
(١٠) البيت منسوب إلى الأخطل في تاج العروس : ١٠ / ١٨٩ ، ومن غير نسبة في الصحاح : ٦ / ٢٣٨٥ (سوا) ، والجامع لأحكام القرآن : ١ / ٢٥٥ ، واللسان : ١٤ / ٤١٤ (سوا). علما أن البيت غير موجود في ديوان الأخطل.
(١١) النكت في القرآن : ٩٥.