(١٠) ي أس [ييأس]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا) (١).
قال : أفلم يعلم الذين آمنوا ، بلغة بني مالك (٢).
قال : فهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت مالك بن عوف (٣) وهو يقول :
لقد يئس الأقوام أنّي أنا ابنه |
|
وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا (٤) |
__________________
(١) سورة الرعد ، الآية : ٣١.
(٢) بنو مالك : نسبة إلى مالك بن عوف بن امرئ القيس من بهثة ، من قيس عيلان ، وهو جد جاهلي بنوه بطنان : رعد ومطرود ، (انظر : جمهرة الأنساب : ٢٥٠. والسبائك : ٣٤. والأعلام : ٥ / ٢٦٤.
(٣) مالك بن عوف : بن سعد بن يربوع النصري ، من هوازن ، صحابي من أهل الطائف ، كان رئيس المشركين يوم حنين ، قاد هوازن كلها لحرب رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وكان من الجرارين. قال ابن حبيب في المحبر : صفحة ٢٤٦ و ٤٧٣ : ولم يكن الرجل يسمى جرارا حتى يرأس ألفا. ثم أسلم. وكان من المؤلفة قلوبهم ، شهد معركة القادسية وفتح دمشق ، وكان شاعرا ، رفيع القدر في قومه ، استعمله رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليهم ، فكان يقاتل ثقيفا قبل أن يسلموا فلا يخرج لهم سرح إلّا أغار عليه حتى يصيبه ، وكانت في دمشق دار تعرف بدار بني نصر ، نزلها مالك أول ما فتحت دمشق ، فعرفت به توفي سنة (٢٠) ه الموافق (٦٤٠) م. (انظر الإصابة في تمييز الصحابة : ٧٦٧٥. والمحبر : ٢٤٦. والأغاني : ١ / ٣٠. والأعلام : ٥ / ٢٦٤).
(٤) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) ١ / ١٢١ واستشهد به الطبري في (جامع البيان) ٨ / ١٥٣. والطبرسي في (مجمع البيان) ٤ / ١٧٤. والعشيرة : عشيرة الرجل : بنو أبيه الأقربون وقبيلته ، الجمع : عشائر. نائيا : من : النأي أي : البعد والمفارقة. واستشهد به القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) : ٩ / ٣٢٠. وعند الزمخشري في (أساس البلاغة) : ٧١٠ :
ألم تيأس الأقوام أنّي أنا ابنه |
|
وإن كنت عن عرض العشيرة نائيا |