(١٣) ن د و [نديّا]
قال : يا ابن عباس : فأخبرني عن قول الله عزوجل : (وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) (١).
قال : النادي المجلس والتكأة (٢).
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت الشاعر (٣) وهو يقول :
يومان يوم مقامات وأندية |
|
ويوم سير إلى الأعداء تأويب (٤) |
__________________
(١) سورة مريم ، الآية : ٧٣.
(٢) التكأة : ما يتكأ عليه. والعصا يتكأ عليها في المشي ، ورجل تكأة : كثير الاتكاء.
(٣) الشاعر هو : سلامة بن جندل : بن عبد عمرو ، من بني كعب بن سعد التميمي ، أبو مالك ، شاعر جاهلي من الفرسان الشجعان ومن أهل الحجاز. في شعره حكمة وجودة. يعدّ في طبقة المتلمس ، وهو من وصّاف الخيل. توفي عام ٢٣ ق. ه الموافق (٦٠٠) م (انظر : خزانة البغدادي : ٢ / ٨٦. والشعر والشعراء : ٨٧. والأعلام : ٣ / ١٠٦).
(٤) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) ١ / ١٢١. وورد هذا البيت في (الكامل) : ٢ / ٤٦٩. و (الفائق في غريب الحديث) للزمخشري : ٢ / ٢٩٠.
والتأويب : من آب أي : رجع. والأوب : الجهة والناحية. والإياب : الرجوع. وتأوب : رجع ليلا. وأوّب العابد : سبّح ورجّع التسبيح لقوله تعالى في سورة سبأ الآية ١٠ : (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ).