(٢٠) ش ي د [مشيد]
قال : يا ابن عباس : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) (١).
قال : مشيد بالجصّ (٢) والآجر (٣).
قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم ، أما سمعت عدي بن زيد (٤) وهو يقول :
شاده مرمرا وجلله كل |
|
سا فللطّير في ذراه وكور (٥) |
__________________
(١) سورة الحج ، الآية : ٤٥.
(٢) الجصّ : أو الجصّ : فلزّ طبيعيّ للكلسيوم يتركب من كبريتات الكلسيوم المائية ، يوجد في الطبيعة على هيئة بلورات طباقية أو حبيبات في الصخور الرسوبية. وعند ما يسخّن يفقد جزءا من مائه ، ويتحول إلى الجصّ نصف المائيّ الذي تسمّيه العامّة الجفصين أو الجبسين.
(٣) الآجر : نوع من اللبن المشويّ المعدّ للبناء. الواحدة : أجرّة.
(٤) عدي بن زيد : بن حمّاد بن زيد العبادي التميمي ، شاعر ، من دهاة الجاهليين ، كان قرويا من أهل الحيرة. فصيحا ، يحسن العربية والفارسية والرمي بالنشاب ، ويلعب لعب العجم بالصوالجة على الخيل. وهو أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى. اتخذه في خاصته وجعله ترجمانا بينه وبين العرب ، فسكن المدائن. ولما مات كسرى أنو شروان وولي ابنه هرمز أقرّ عديا ورفع منزلته ووجهه رسولا إلى ملك الروم طيباريوس الثاني في القسطنطينية بهديّة. فزار بلاد الشام ، وعاد إلى المدائن بهدية قيصر ، ثم تزوج هندا بنت النعمان بن المنذر ، ووشى به أعداء له إلى النعمان بما أوغر صدره فسجنه وقتله في سجنه بالحيرة سنة (٣٥) ق. ه. الموافق (٥٩٠) م. قال ابن قتيبة : كان يسكن الحيرة ويدخل الأرياف فثقل لسانه ، وعلماء العربية لا يرون شعره حجة. (انظر : خزانة الأدب للبغدادي : ١ / ١٨٤ ـ ١٨٦. والنجوم والزاهرة : ١ / ٢٤٩. والأعلام : ٤ / ٢٢٠).
(٥) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : ١ / ١٢٢. و (عيون الأخبار) : ٣ / ١١٥. و (الشعر والشعراء) : صفحة ١٥١. و (الجمهرة) لابن دريد ٣ / ٤٥. و (لسان العرب) : باب : كلس. واستشهد به الطبري في (جامع البيان) : ١٠ / ١٨٢ والشوكاني في (فتح القدير) : ٣ / ٤٥٩).