وكان في مقدمة المؤلفين في ذلك ابن جرير الطبري المتوفى سنة ٣١٠ ه (١) ، وأبو بكر ابن المنذر النيسابوري ، المتوفى سنة ٣١٨ ه (٢) ، وأبو بكر ابن مردويه ، المتوفى سنة ٤١٠ ه (٣) وغيرهم.
وكل هذه التفاسير مروي إلا أن ابن جرير وجّه بعض الأقوال وتكلم في بعضها على الناحية الإعرابية ، واستنبط الأحكام التي يمكن أن تؤخذ من الآيات القرآنية.
ثم تتابع المفسرون على التأليف والجمع ، والاختصار والحذف.
ـ وأمّا الصنف الثاني من التفسير فهو ما يتعلّق باللسان واللغة ، فأولّ من صنّف فيه أبو عبيدة معمر بن المثنى المتوفى سنة ٢١٠ ه. عمل كتابه «مجاز القرآن» والكتاب مطبوع في جزأين بتحقيق الدكتور فؤاد سزكين ، ثم قطرب ابن المستنير ، تلميذ سيبويه المتوفى سنة ٢٠٦ ه ، ولا يعرف شيء عن كتابه ، واسمه «معاني القرآن» ، ثم الأخفش سعيد بن مسعدة ، تلميذ سيبويه المتوفى سنة ٢١٥ ه.
وكان تأليفه لهذا الكتاب بطلب من الكسائي ، قال : فلمّا اتصلت الأيام بالاجتماع سألني أن أؤلف له كتابا في معاني القرآن ، فألّفت كتابي في المعاني ، فجعله إماما. وصنّف من الكوفيين الكسائي علي بن حمزة ، وهو شيخ الكوفيين ، توفي سنة ١٨٩ ه. وله كتاب «المشتبه في القرآن» وهو لحسن الحظ ما زال موجودا في المكتبات ، فهو مخطوط في مكتبة باريس برقم ٦٦٥ (٤).
__________________
(١) صاحب التفسير المشهور ، وهو من أجلّ ما صنف في بابه.
(٢) وتفسيره لم يطبع.
(٣) وتفسيره لم يطبع وقد أكثر النقل عنه السيوطي في الدر المنثور.
(٤) راجع تاريخ الأدب العربي لبروكلمان ٢ / ١٩٨ ، وقد اطلعت عليه ، فهو يذكر الآيات المتشابهة في الألفاظ دون تفسير.