وله كتاب آخر اسمه «كتاب ما اشتبه من لفظ القرآن وتناظر من كلمات الفرقان». ولا ندري أهو نفس الكتاب الأول أم هو كتاب آخر؟
ـ ثم الفرّاء أبو زكريا يحيى بن زياد تلميذ الكسائي ، المتوفى سنة ٢٠٧ ه. له كتاب «معاني القرآن» وهو مطبوع في ثلاثة أجزاء بتحقيق أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار.
وقال ثعلب : كان السبب في إملاء الفرّاء كتاب «معاني القرآن» أنّ عمر بن بكير ـ وكان من أصحابه ـ كان مع الحسن بن سهل وزير المأمون فكتب إليه : إنّ الأمير الحسن لا يزال يسألني عن أشياء من القرآن لا يحضرني عنها جواب ، فإن رأيت أن تجمع لي أصولا ، وتجعل في ذلك كتابا يرجع إليه فعلت ، فلمّا قرأ الكتاب قال لأصحابه : اجتمعوا حتى أملّ عليكم كتابا في القرآن ، وجعل لهم يوما ، فلمّا حضروا خرج إليهم ، وكان في المسجد رجل يؤذن فيه ، وكان من القرّاء ، فقال له : اقرأ ، فقرأ فاتحة الكتاب ، ففسّرها ، ثم مرّ في القرآن كله على ذلك (١).
ـ ثم جاء أبو عبيد القاسم بن سلّام المتوفى سنة ٢٢٤ ه. فجمع من كتبهم ، وجاء فيها بالآثار وأسانيدها وتفاسير الصحابة والتابعين والفقهاء (٢) وروى النصف منه ، ومات قبل أن يسمع منه باقيه ، وأكثره غير مرويّ عنه. وأبو عبيد هو أول من جمع بين نوعي التفسير. أي : تفسير المأثور ، وتفسير اللغة والنحو ، ولكن للأسف لا يعلم شيء عن تفسيره ، ويقول بروكلمان : إنه مفقود (٣).
__________________
(١) راجع إنباه الرواة ٤ / ٩ ـ ١٠.
(٢) راجع إنباه الرواة ٣ / ١٥.
(٣) راجع تاريخ الأدب العربي ٢ / ١٥٩ ، وله كتابان في ذلك أحدهما «غريب القرآن» والثاني «معاني القرآن».