ـ وذكر القفطي في ترجمة «يونس بن حبيب» شيخ سيبويه المتوفى سنة ١٨٢ ه أنّ له كتابا في القرآن اسمه «معاني القرآن» (١).
فعلى هذا يكون يونس بن حبيب أول من ألّف من اللغويين والنحويين في ذلك ، ولكن لم نجد خبرا عن هذا الكتاب ، ولعلّه أتلف فيما أتلف على يد التتار.
ـ كما ذكر القفطي أيضا في ترجمة أبي جعفر الرؤاسي شيخ الكسائي المتوفى سنة ١٨٧ ه أنّ له كتاب «معاني القرآن».
وقال القفطي : ويروى إلى اليوم (٢).
والقفطي متوفى في القرن السابع الهجري في سنة ٦٢٤ ه ، وهذا يعني أن الكتاب شاع ذكره وانتشر. ولم نجد خبرا عن هذا الكتاب ، ولعلّه موجود في إحدى مكتبات العالم.
ثم تشعّبت العلوم وتشعّبت مذاهب الخلاف الفقهي ، وأثيرت مسائل الكلام ، وقامت الفرق الإسلامية بنشر مذاهبها والدعوة إليها ، وترجمت كثير من كتب الفلاسفة ، فامتزجت كلّ هذه العلوم وما يتعلق بها من أبحاث بالتفسير :
ـ ففي العلوم الأدبية : ضعفت السليقة العربية ، لاختلاط العرب بالعجم ، فاحتيج إلى مزج هذه العلوم بالتفسير لفهم ألفاظ القرآن ، والوقوف على بلاغته.
ـ وفي العلوم الكلامية : ظهرت الفرق واستدلّت كلّ فرقة بآيات القرآن ، فاضطر العلماء إلى الكلام على ذلك في التفسير ، ليميزوا المقبول من المردود ، وما يدلّ عليه القرآن مما لا يدل عليه.
__________________
(١) راجع إنباه الرواة ٤ / ٧٧.
(٢) راجع إنباه الرواة ٤ / ١٠٧.