(هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا). (٥٩)
تكرهون وتعيبون. قال عبيد الله بن قيس :
٣٣٤ ـ ما نقموا من بني أميّة إلا |
|
أنهم يحلمون إن غضبوا |
٣٣٥ ـ وأنهم معدن السماح فلا |
|
تقيم إلا عليهم العرب (١) |
(وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ). (٦٠)
الشيطان الذي سول لهم عبادة العجل ، فعطف الفعل على مثله ـ وإن اختلفا في الفاعل ، كقوله : (شَيْطاناً مَرِيداً* لَعَنَهُ اللهُ وَقالَ : لَأَتَّخِذَنَ)(٢).
ـ وقد ترتّب هذه الحروف لإشكالها بعدّة وجوه :
عبد الطاغوت اسم على فعل نحو حذر وفطن.
وعبد الطاغوت جمع عبيد ، أو جمع عبد كرهن ورهن ، أو جمع عابد كبازل وبزل وشارف وشرف.
وعبد الطاغوت جمع عابد ، وعبّاد الطاغوت كذلك ، كضارب وضرّاب وضرب.
وعباد الطاغوت جمع عابد كقائم وقيام ، وصائم وصيام ، وعبد الطاغوت على جهالة الفاعل. وعبدوا الطاغوت (٣).
وعبد الطاغوت كحطم ولبد ، وعبد الطاغوت ، أي : صار الطاغوت معبودا كفقه الرجل وظرف ، وعبد الطاغوت ، أي : عبدة فحذف التاء (٤).
__________________
(١) البيتان في طبقات الشعراء ص ١٨٧ ؛ وديوانه ص ٦٧ ؛ والأغاني ٤ / ٦٠ ؛ وخزانة الأدب ٧ / ٢٨٨. والأول منهما في تفسير القرطبي ٦ / ٢٣٤ ؛ وتفسير الطبري ٦ / ١٦٧ ؛ ومجاز القرآن ١ / ١٧٠.
(٢) سورة النساء : آية ١١٧ ـ ١١٨.
(٣) وهذا مرويّ عن ابن مسعود.
(٤) راجع معاني القرآن للزجاج ٢ / ١٨٨.