(وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ). (٦١)
أي : دخلوا وخرجوا بالكفر ، لا بما أظهروه لكم (١).
(لَوْ لا يَنْهاهُمُ). (٦٣)
هلا ينهاهم ، ولو لا : دخولها على الماضي بمعنى التوبيخ ، وعلى المضارع بمعنى التحريض ، قال الأشهب بن رميلة في المستقبل :
٣٣٦ ـ تعدّون عقر النيب أفضل مجدكم |
|
بني ضوطرى لو لا الكميّ المقنّعا (٢) |
ـ وقال آخر في الماضي :
٣٣٧ ـ وألهى بني حمّان عسب عتودهم |
|
عن المجد لو لا سؤدد وسماح (٣) |
(لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ). (٦٦)
جرى ذلك على مجاز قولهم : هو في الخير والسعة من قرنه إلى قدمه.
(مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ).
__________________
(١) أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال : أناس من اليهود ، وكانوا يدخلون على النبي صلىاللهعليهوسلم فيخبرونه أنهم مؤمنون راضون بالذي جاء به ، وهم متمسكون بضلالتهم وبالكفر ، فكانوا يدخلون بذلك ويخرجون به من عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم. انظر تفسير الطبري ٦ / ٢٩٦.
(٢) البيت نسبه المؤلف للأشهب بن رميلة ، وكذا ابن الشجري في أماليه ، قال البغدادي : والصحيح أنه من قصيدة لجرير لا خلاف بين الرواة أنها له. والبيت في إعراب القرآن للنحاس ٣ / ١٥٨ ؛ وخزانة الأدب ٣ / ٥٥ ؛ وأمالي ابن الشجري ١ / ٢٧٩ ؛ وابن يعيش ٢ / ٣٨ ؛ وديوانه ص ٢٥٤.
(٣) البيت يروى :
وألهى بني حمّان عسب عتودهم |
|
عن المجد حتى أحرزته الأكارم |
وفي المخطوطة [عب] بدل [عسب] وهو تصحيف و [حمدان] بدل [حمان]. وبنو حمان يزعمون أنّ تيسهم قرع وألقح بعد أن ذبح وفخروا بذلك ، فقال الفرزدق يهجوهم ب وألهى ... والبيت في الحيوان ٥ / ٢١٩ ؛ وربيع الأبرار ٤ / ٤٩.