(لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ). (٧٣)
«من» هذه لتبيين الجنس لا للتبعيض.
وقيل : معناه : إنّ منهم من يؤمن ، فجعل الوعيد لمن بقي على الشرك.
(قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ). (٧٧) عن الهدى في الدنيا.
(وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ).
عن قصد طريق الجنة في الآخرة.
(قِسِّيسِينَ). (٨٢)
عابدين من النصارى ، وهو من الإتباع. يقال في إتباع الحديث : يقسّ ، وفي إتباع أثر الطريق : يقصّ ، جعلوا الأقوى لما فيه أثر مشاهد ، كما قالوا : الوصيلة في الاتصال والمماسة الحسية ، والوسيلة في القربة ، وقالوا : صعد في الجبل لما يشاهد ، وسعد لما لا صعود فيه حسا ، ولكن فيه صعود الجد وإعلاؤه ، وكذلك الفسيل في النخيل التي التلاقح والنتاج فيه خفي ، والفصيل في الإبل.
ـ الجزء السّابع ـ
(إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ). (٩٠)
الخمر : عصير العنب الذي اشتد (١) ، وليس بالنبيذ في اللغة بدليل قول أبي الأسود :
٣٣٩ ـ دع الخمر يشربها الغواة فإنني |
|
رأيت أخاها مغنيا بمكانها |
__________________
(١) أخرج مسلم وأبو داود وغيرهما عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : الخمر من هاتين الشجرتين : النخلة والعنبة. قال الجصاص : وهذا الخبر يقتضي نفي اسم الخمر عن الخارج من غير هاتين الشجرتين ؛ لأن قوله (الخمر) اسم للجنس فاستوعب بذلك جميع ما يسمى خمرا ، فانتفى بذلك أن يكون الخارج من غيرهما مسمى باسم الخمر. راجع أحكام القرآن ٢ / ٤٦٢ ؛ وصحيح مسلم رقم ١٩٥٨ ، وأبو داود رقم ٣٦٧٨.