وإضافة الجزاء إلى المثل من إضافة الشيء إلى نفسه ، مثل : حق اليقين ، وحبل الوريد ، أي : الحق الذي هو اليقين. وقيل : المثل صلة في الكلام ؛ لأنّ عليه جزاء المقتول لا جزاء مثله ، كما قال دريد بن الصمة :
٣٤٢ ـ وقاك الله يا بنت آل عمرو |
|
من الأزواج أمثالي ونفسي |
٣٤٣ ـ وقالت : إنّه شيخ كبير |
|
وهل نبأتها أني ابن أمس (١) |
وقال معوّد الحكماء :
٣٤٤ ـ حملت حمالة القرشيّ عنهم |
|
ولا ظلما أردت ولا اختلابا |
٣٤٥ ـ سبقت بها قدامة أو سميرا |
|
ولو دعيا إلى مثل أجابا (٢) |
(يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ).
سأل أعرابي محرم عمر في خلافته قال : قتلت غزالا؟ فأقبل عمر على عبد الرحمن بن عوف ، فقال : أي شيء فيها؟ فقال : جفرة ـ وهي الصغيرة من الضأن كالعناق من المعزى ـ فانفتل الأعرابي وهو يقول : لم يعلم أمير المؤمنين ما فيها حتى سأل ، فدعاه عمر وعلاه بالدرة : تقتل الصيد وأنت حرم وتغمط (٣) الفتيا يالكع ، ألم تسمع الله يقول : (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ)(٤).
__________________
(١) البيتان لدريد قالها في الخنساء وكان خطبها فكرهته لكبره وهما في ديوانه ص ٨٢ ـ ٨٣.
وبعدهما يقول :
فلا تلدي ولا ينكحك مثلي |
|
إذا ما ليلة طرقت بنحس |
وفي المخطوطة [وقال] بدل [وقاك] تصحيف وفي رواية [وتزعم أنني شيخ].
(٢) في المخطوطة [إجلابا] بدل [أجابا] وهو تصحيف. ومعوّد الحكماء اسمه معاوية بن مالك. والبيتان في شرح المفضليات للتبريزي ٣ / ١٤٨١ ؛ والمفضليات ص ٣٥٨ ؛ والأصمعيات ص ٢١٤ ؛ والاختلاب : الخداع.
(٣) أي : تحتقر الفتيا وتستهين بها ، انظر اللسان : غمط.
(٤) القصة أخرجها عبد بن حميد وابن جرير. وهي في الدر المنثور ٣ / ١٩١.