(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ). (٧٦)
يقال : جنّة جنانا وجنونا ، وأجنّه إجنانا : إذا غشيه. قال الهذلي :
٣٧٣ ـ وماء وردت قبيل الكرى |
|
وقد جنّه السّدف الأدهم (١) |
وإنما جنّ عليه لأنّه نظير أظلم عليه.
(هذا رَبِّي).
قاله على سبيل الحجة وتقرير الإلزام ، وهو الذي يسميه أصحاب القياس القياس الخفي ، وهو أن يفرض الأمر الواجب على وجوده ، ولا يمكن للبحث به الوجه الممكن.
ويقال : إنه على الاستفهام والإنكار وإن لم يذكر حرف الاستفهام كقوله : (أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ).(٢)
قال :
٣٧٤ ـ لعمرك ما أدري وإن كنت داريا |
|
بسبع رمين الجمر أم بثمان (٣) |
وزعمت الرواة أنه عليهالسلام لما ولد خبّىء في مغارة ؛ لئلا يقتله نمروذ ، فبقي فيها ثلاث عشرة سنة فيها ، لا يرى أرضا ولا سماء ثم أخرجته
__________________
(١) البيت في تفسير الماوردي ١ / ٥٣٩ ؛ ولسان العرب مادة : سدف ، وهو للبريق الهذلي واسمه عياض بن خويلد. راجع ديوان الهذليين ٣ / ٥٦ ؛ وهو في الأضداد لقطرب ص ٧٨. والسدف : الليل ، والأدهم : الأسود.
(٢) سورة الأنبياء : آية ٣٤.
(٣) البيت لعمر بن أبي ربيعة ، وهو في الكتاب ١ / ٤٨٥ ؛ وشرح الأبيات للسيرافي ٢ / ١٥٢ ؛ والمقتضب ٣ / ٢٩٤ ؛ والكامل للمبرد ٢ / ٢٤٥ ؛ ومغني اللبيب رقم ٥ ؛ وتفسير القرطبي ٧ / ٢٧ ؛ وديوانه ص ٣٩٩.