أمه ذات ليلة فرأى كوكبا ، فقال ما اقتصه الله من شأنه ، وجعل يظن وينفي الظنّ بالدليل ، حتى استوى به الفكر على معرفة الله عزوجل (١).
(أَتُحاجُّونِّي). (٨٠)
أصله : أتحاجونني ، كقوله : (قُلْ أَتُحَاجُّونَنا)(٢) ، فالأولى علامة الرفع في الفعل ، والثانية زيدت ليسلم بها الفعل من الجرّ ، فاجتمع مثلان فوجب تخفيفهما إمّا : بالحذف ، وإمّا بالإدغام.
(وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً).
بأن يحييه ويقدره عليه. وقيل : معناه لكن أخاف مشيئة ربي فيكون الاستثناء منقطعا.
(وَالْيَسَعَ). (٨٦)
إنما دخلته الألف واللام ؛ إما لأنه اسم أعجمي وافق أوزان العرب ، كما قال الشاعر :
٣٧٥ ـ وجدنا الوليد بن اليزيد مباركا |
|
شديدا بأعباء الخلافة كاهله (٣) |
وإمّا أن يكون عربيا كاليسر ، أو هو فعل المضارع ، والألف واللام بمعنى الذي ، لا للتعريف كأنه : الذي يسع خيره وبركته ، كما قال :
__________________
(١) هذه القصة أخرجها ابن أبي حاتم عن السدي. راجع الدر المنثور ٣ / ٣٠٤ وهي ضعيفة. ـ وأخرج أبو الشيخ والبيهقي وابن مردويه عن معاذ بن جبل عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : لما رأى إبراهيم ملكوت السموات والأرض أبصر عبدا على خطيئة فدعا عليه ، ثم أبصر عبدا على خطيئة فدعا عليه ، فأوحى الله إليه : يا إبراهيم إنك عبد مستجاب الدعوة فلا تدع على أحد ، فإني من عبدي على ثلاث : إما أن أخرج من صلبه ذرية تعبدني ، وإما أن يتوب في آخر عمره فأتوب عليه ، وإما أن يتولى فإنّ جهنم من ورائه.
(٢) سورة البقرة : آية ١٣٩.
(٣) البيت لابن ميادة الرماح بن أبرد ، وهو في معاني القرآن للفرّاء ١ / ٣٤٢ ؛ وتفسير القرطبي ٧ / ٣٣ ؛ ومغني اللبيب رقم ٦٣ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ٢٢٦ ؛ وديوانه ص ١٩٢.