(ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ). (٩١)
إنما لم يجزم (يَلْعَبُونَ) لأنه ليس بجواب بالأمر ، ولكنه توبيخ في موضع الحال ، كأنه : ثم ذرهم في خوضهم لاعبين ، وكذلك من ضمّ : (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي)(١) ضمّه على الحال ، أي : وليّا وارثا لي.
(فُرادى). (٩٤)
جمع فريد ، مثل رديف وردافى. أو جمع فردان كسكران وسكارى.
(تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ). (٩٤)
ذهب تواصلكم ، عن مجاهد. والبين ليس بظرف هنا ، ولكنه اسم للوصل ، وهو من الأضداد يتناول الهجر والوصل ، قال الله تعالى : (وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ)(٢) ، وقال : (فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما)(٣).
وقال أبو علي : هو في الأصل ظرف ، إلا أنّه عند الاتساع يستعمل اسما ، ويخلع عنه معنى الظرف.
كما قال الهذلي :
٣٧٨ ـ فلاقته ببلقعة براز |
|
فصادف بين عينيها الجبوبا (٤) |
__________________
(١) سورة مريم : آية ٥. وهي قراءة جميع القراء عدا أبي عمرو والكسائي فقد قرآ بالجزم. راجع الإتحاف ص ٢٩٧.
(٢) سورة الأنفال : آية ١.
(٣) سورة الكهف : آية ٦١.
(٤) البيت لأبي خراش الهذلي. والبلقعة : المستوي من الأرض ، والبراز : الفضاء البارز. والجبوب : الأرض. قال أبو سعيد : يقول أهل الحجاز : أخذ جبوبة من الأرض. أي : مدرة ، يقول : حين مرّت تريد الغزال أخطائه فصكت الجبوب برأسها. وهو في اللسان : بين ؛ وديوان الهذليين ٢ / ٣٤.