وجّه فتح الهمزة بتقدير حذف اللام : وما يشعركم إيمانهم لأنها (١) إذا جاءت يؤمنون أو لا يؤمنون.
ـ الجزء الثّامن ـ
(قُبُلاً). (١١١)
معاينة. رأيته قبلا وقبلا (٢) ، وقيل : قبل جمع قبيل : وهو الكفيل ، أي : لو حشرنا عليهم كل شيء فكفل بما تقول ما كانوا ليؤمنوا.
__________________
ـ فقلت : يا أمير المؤمنين ، أكثر النّاس يقرؤنها بالفتح. فضحك وضرب رجله اليسرى وقال : أحضر يا فتح المال. فقال : يا سيدي ، قد والله قال لي خلاف ما قال لك. قال : دعني من هذا ، وأحضر المال. قال المبرّد : وأخرجت فلم أصل إلى الموضع الذي كنت فيه نازلا حتى أتتني رسل الفتح ، فأتيته فقال : يا بصري ، أول ما ابتدأتنا بالكذب! فقلت : ما كذبت. فقال : وكيف وقد قلت لأمير المؤمنين : إنّ الصواب : (وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها) بالفتح فقلت : أيها الأمير ، لم أقل هكذا ، وإنما قلت : «أكثر الناس يقرؤنها : أَنَّها بالفتح ، وأكثرهم على الخطأ ، وإنما تخلّصت من اللائمة ، وهو أمير المؤمنين». فقال لي : أحسنت. قال أبو العباس : فما رأيت أكثر كرما ، ولا أرطب بالخير لسانا من الفتح. راجع إنباه الرواة ٣ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤.
(١) وقيل «أنها» ههنا بمعنى لعل. قال النضر بن شميل : سأل رجل الخليل بن أحمد عن قوله تعالى : (وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ). فقال : أنها : لعلها ، ألا ترى أنك تقول : اذهب أنك تأتينا بكذا وكذا. يقول : لعلك.
(٢) قال شيخنا العلامة أحمد بن محمد حامد الحسني الشنقيطي :
وجا قبل وفق اقتدار وقد أتى |
|
لردف عيان لكن القاف تكسر |
وفي النوع فاضمم قافه جامعا له |
|
وذلك في الصاوي إذا كنت تنظر |
فجاء قبل بمعنى اقتدار ، كقوله تعالى : (بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها) ، وبمعنى عيان كالآية هنا ، وبمعنى النوع كقوله : (كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً).
وقال ابن مالك في مثلثه :
ومثل عند قبل بالكسر |
|
وكالعيان واقتدار أجري |