وقيل : القبيل : جميع قبيلة ، والقبل جمع قبيل ، مثل : سفينة وسفين وسفن ، أي : لو جاءهم كل شيء قبيلة وصنفا صنفا ثمّ لم يؤمنوا.
(وَلِتَصْغى). (١١٣)
لام العاقبة ، وهي معطوفة على الغرور من قوله : (يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً)(١) ، أي : للغرور ولأن تصغى أفئدة الذين لا يؤمنون ، وليرضوه وليقترفوا.
(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ). (١١٧)
لا يجوز أن يكون (مَنْ) في موضع جر بإضافة «أعلم» إليها ، لأن أفعل متى أضيف إلى شيء فهو بعضه ، كقولك : زيد أفضل عشيرته ، وتعالى الله أن يكون بعض الضالين ، فكان في موضع نصب ، وكان المراد أعلم بمن ضل عن سبيله ، فحذف الباء وأوصل أعلم هذا بنفسه ، وأضمر فعلا واصلا يدل هذا الظاهر عليه ، حتى كان القول : يعلم أو علم من يضل عن سبيله ، يدل عليه ظهور الباء بعده ، وهو في قوله : (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).
ويجوز أن تكون مرفوعة بالابتداء ، و «يضلّ» بعدها خبرها ، كأنه قال : إن ربك هو أعلم أيهم يضل عن سبيله.
(مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ). (١٢٢)
أي : ضالا فهديناه (٢).
__________________
(١) سورة الأنعام : آية ١١٢ وهي الآية قبلها.
(٢) أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في الآية قال : أنزلت في عمر ابن الخطاب وأبي جهل ابن هشام ، كانا ميتين في ضلالتهما ، فأحيا الله عمر بالإسلام وأعزه ، وأقرّ أبا جهل في ضلالته وموته وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم دعا فقال : «اللهم أعزّ الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب».