وقال النّضر (١) : المصادر تجري على التذكير.
(يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً). (٥٧)
جمع نشور ، كرسول ورسل ، لأنها تنشر السحاب وتستدر. والتثقيل لغة الحجاز ، والتخفيف لتميم. ويجوز نشرا ، أي : ناشرات كقوله تعالى : (ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً)(٢) ، أي : ساعيات.
وقد قرىء (بُشْراً) جمع بشير ؛ لأنّ الريح تبشر بالسحاب ، وقرىء (نَشْراً) مصدر في موضع الحال ، أي : ناشرات بمعنى منشرات. وقرىء بشرى غير منّون. وقرىء (نَشْراً) ذات نشر (٣). والنشر : انتشار النعم بالليل في الرعي ، فشبه السحاب في انتشاره وعمومه بها.
(ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ). (٦٥)
رفع (غَيْرُهُ) على الصفة لموضع (مِنْ إِلهٍ) كأنه : ما إله غيره لكم. ويجوز على البدل من إله واعتبار حذف المبدل. كأنه : ما غيره لكم. فيكون أعمّ في المعنى.
وقيل : إنّه اسم (ما) فأخّر. كأنه : ما غيره لكم من إله.
__________________
(١) هو النضر بن شميل البصري ، كان عالما بفنون من العلم ، صدوقا ثقة ، صاحب غريب وفقه وشعر ومعرفة بأيام العرب ورواية الحديث. توفي سنة ٢٠٤ ه. راجع إنباه الرواة ٣ / ٣٤٨ ؛ وبغية الوعاة ٢ / ٣١٦.
(٢) سورة البقرة : آية ٢٦٠.
(٣) قرأ عاصم بالباء الموحدة وإسكان الشين (بشرا) وقرأ ابن عامر بالنون مضمومة وإسكان الشين (نشرا) ، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالنون المفتوحة وسكون الشين. مصدر واقع موقع الحال (نشرا) ، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بضم النون والشين جمع ناشر. (نشرا) وما سوى ذلك من القراءات فهي شاذة. راجع إتحاف فضلاء البشر ص ٢٢٦.