مهلك. ومنه يقال للذهب ـ ما دام في تراب معدنه أو مكسورا ـ : تبر. وهو فعل من التبار ، كما يقال للفضة ـ ما دامت متلجنة بتراب المعدن ـ : اللّجين.
(تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ). (١٤٣)
ظهر وبان بأمره الذي أحدثه في الجبل. كما قال الشاعر :
٤٢٦ ـ تجلّى بالمشرفية والقنا |
|
وقد كان من وقع الأسنّة نائيا (١) |
أي : ظهر تدبيره وما أسرّه من أمره واختياره.
(جَعَلَهُ دَكًّا).
أي : مدكوكا (٢). كقوله : (خَلْقُ اللهِ)(٣) ، أي : مخلوقه. وقيل معناه : ذا دكّ.
وقيل تقديره : دكّه دكّاء ، فجاء المصدر على غير لفظ الفعل ، كقوله : (تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً).(٤)
والمعنى : أنه جعل أحجارها ترابا ، وسواه على وجه الأرض.
من قولهم : ناقة دكّاء ، ليس لها سنام. وأنشد المبرد :
__________________
(١) البيت في أمالي المرتضى ٢ / ٢٢٠ من غير نسبة.
(٢) أخرج أحمد والترمذي وصححه والحاكم وصححه والبيهقي في كتاب الرؤية من طرق عن أنس بن مالك أن النبي صلىاللهعليهوسلم قرأ هذه الآية : (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا). قال : هكذا ، وأشار بأصبعيه ، ووضع طرف إبهامه على أنملة الخنصر وفي لفظ : على المفصل الأعلى من الخنصر. فساخ الجبل (وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً). وفي لفظ : فساخ الجبل في الأرض فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة. المستدرك ٢ / ٣٢٠ ، والترمذي ٣٠٧٦.
(٣) الآية : (هذا خَلْقُ اللهِ). سورة لقمان : آية ١١.
(٤) سورة الأنعام : آية ٦٣.